قبل أن نتكلم عن التيار الصدري يجب أن نوضح معنى كلمة تيار

فالتيار يعني اتجاه معين مثل اتجاه الرياح أو اتجاه فكري أو اتجاه سياسي أو ديني… و غيرها من الاتجاهات

لقد نشأ التيار الصدري بعد سقوط النظام الحاكم بفترة وجيزة لإبعاد العراق عن حفرة الهاوية

فكافح التيار و ناضل مع جيش المهدي و عانوا ما لم تعانيه الكثير من الشعوب و ازدات شعبيته بسرعة أثناء نشوءه إذ أنه ضم الكثير من المحبين

و يرجع سبب شعبيته لأنه كان قريبا من الناس إذ كان بيته يمتلئ بالوفود من كافة أنحاء العراق و كان يزوره وجهاء الكثير من المناطق ليعلنوا عن محبتهم له

انه كان قريب جدا على الشعب

فمثلا حين كانت أسعار الأمبير في العراق في غلاء شديد و الشعب غاضب كان زعيم التيار يذهب إلى المختصين و يطلب منهم أن يقللو من سعر الأمبير

فكانو مع الشعب حتى في أدق الأشياء و الشؤون الصغيرة كالامبير مثلا!

و كان أول من دعم التيار هو اتحاد الطلبة و الحزب الشيوعي حين كان ينظمون المظاهرات سوية و الأحزاب اليسارية و المدنية الأخرى

إضافة إلى فنانين كبار لعلهم كانو ضمن خانة المحبين كالفنان محمد هاشم و اللاعب الدولي عماد محمد و غيرهم الكثير

نستطيع أن نقول إن دخول التيار في سدة الحكم أمر خاطئ

إذ أن التيار و اقصد مؤسسيه لا يفقهون من السياسة شيء

نعم يستطيعوا أن يفقهو في الدين  و يتفوقوا على غيرهم اما في السياسة فلا ينفعون الا اذا تفرغوا للسياسة التي ربما لن يفهموها الا بعد مرور وقت طويل

و ربما حين يفهموها لعلهم يدخلون إليها قوانين دينية من بيئتهم ستؤثر على الفكر السياسي

و هنا أذكركم في أن ثوار ثورة العشرين أثناء أحداث الثورة ارسل إليهم رجال الحوزة خريطة حرب لكي يحارب بها الإنكليز

فتمعنوا النظر في الخريطة و استهزأو فيها لأنها خريطة قديمة و غير مجدية و أكمل الثوار وفق خطتهم

إذ أن رجال الدين لا يعرفون لغة الحرب و مجرياتها أكثر من المحاربين أنفسهم!

نظرة على جيش المهدي :

ربما من أهم أسباب نجاح جيش المهدي آنذاك هو بسبب عدم التكافؤ!

جيش المهدي كان  عشوائي متشعب في كل الأماكن و البيوت إذ لا تعرف أين توجه ضربتك لأنهم عشوائين

سبب تراجع شعبية التيار :

يرجع سبب تراجع شعبيته إلى بعده من الناس فأصبحت مواكب المؤسسين تجوب شوارع الفقراء و الفقراء في حسرة و ندم على الواقع المرير

و أصبحت الحمايات حول النواب كثيرة فلا يستطيع أي فقير أن يذهب إلى النائب الفلاني

و هنا انقطع التواصل بين التيار و الشعب

و أصبح شبه انقطاع تام

و لعلي اعتقد ان التيار الصدري قد أُخترق من قبل الفاسدين منذ لحظات تأسيسه إلى الآن

و يعود سبب الاختراق إلى عدم وجود قرارات و قوانين صارمة من داخل التيار مما سهل عملية اختراقه  فلقد انتعش الكثير من الفاسدين على خيراته.

من وجهة نظري ان التيار الصدري في السابق كان أفضل مما عليه اليوم من ناحية حبه للعراق على الرغم من أنه لم يغير الواقع المرير كما وعدنا و لم يصلح شي و هنا انا قصدت التيار سياسيا و ليس جماهيريا

فالجماهير المنضبطة  لا تستطيع أن تفعل شي الأا من خلال السياسة و لكن للأسف سياسييهم فاسدون جدا

أن الإصلاح ليس على المحك كما يدعون. إذ أنه لا يوجد إصلاح حتى يكون على المحك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *