حوار صحفي مع الشاعر السوري وفائي ليلا

 

أجرى الحوار 

مياس وليد عرفه 

 

السعي إلى الحقيقة هو الغاية التي مشى إليها، لأن يكون حقيقيًّا يتمتَّع بحِسِّ الشعر العذب والكلمات البديعة فيلتقط العالم ويُعيد صياغته من جديد، هو الطفل الذي حمل آلامه وذكرياته في رحلةِ البحث عنه كإنسانٍ عاشقٍ للحياة بكلِّ ما فيها، رافضًا لِما يستلزِم الرفض بصوتٍ كان يتخلَّله الخوف قديمًا ولم يعُد!

دمشقِيٌّ عريقٌ يحمِل داخله كُردِيةً أصيلةً، هو ابن القمر “وفائي ليلا” شاعر سوري من مواليد دمشق عام 1964 درس فيها إلى صفوف الجامعة مُختصًّا قسم الفلسفة.

 من مجموعاته الشعرية: 

“مُتوقِّفا عن الضحك” الصادرة عام 1997م في بيروت

“مغسولًا بمطرٍ خفيف” الصادرة في دمشق

“ما ليس .. أنا” الصادرة عام 2009م في دمشق

“رصاصة فارغة.. قبر مزدحم” الصادرة عام 2015م في ميلانو

“اسمي أربعة أرقام” الصادرة في تركيا

“بيت واسع بِحمَّامَين” الصادر عام 2018م في أمستردام

“اسمي أربعة أرقام” مترجمة للغة السويدية عام 2019م

“قامة قصيرة لِمعطف طويل” الصادرة في الكويت.

وعمل كَممثل في فيلم سويدي بعنوان “الغابة” ومسرحية سويدية عربية بعنوان “مدن الخوف والحب”

 

وأنا أقل منكم كثيراً  

لا أنتبه كفاية 

وعادة أكتشف متأخراً  

أن هذا العالم …. ليس لي 

 

من هو وفائي ليلا؟

هو لا يُدرِكُ مَن هو حقيقةً وإلَّا لم يكن لِيكتُب هذا النص!

كل محاولة للكتابة هي محاولة للاقتراب من هذا الكائن وتفسيره وترجمته وفهمه، ومن خلاله فهم العالم أيضا، فالقدرات التي لم أتوقع أن تكون عالية بالنسبة لي عوَّضتُها بالشعر الذي كان يعطيني أداةً للفهم، وبالتالي فإنَّ (من هو وفائي ليلا؟) هو السؤال الصعب.

كتبت عِبارة على جِدار حسابي على موقع الفيسبوك “لا أحد على وجه الدقة”

وكأنَّ الإنسان يأتي من العدم ويعود إليه، وأعتقد أن هذه العبارة تصلُح لأن تكون جوابًا على السؤال.

أما عن مدخل النص أن العالم ليس لي، فأنا عادةً أكتشف متأخِّرًا أنَّ هذا العالم ليس لي، فليس لديَّ ثقة كبيرة بأنَّ هذا الوجود قد صُمِّمَ لِصالحي، بل كان ضدِّي

لم أعرف متى كان من الممكن لي أن أكون موجودًا، لكني كنتُ طفلًا مفردًا جدًّا، وحيدًا ومتروكًا جدًّا ولذلك كان عليَّ أن أختلِق عالمًا ومداراتٍ معينة بالذاكرة واكتشافات بسيطة، وأعمل على تطويرها قدر المستطاع، في المقابل لا أعتقد أنها تطوَّرت بالدرجة الكافية رغم أني اعتنقتُ الكتابة، لكنَّ نصوصي وأشعاري هي جوابي الناقص دومًا عن التجربة التي عِشتُها وسمح لي الوقت بِعَيشِها.

 

  في إحدى المقابلات التي أُجرِيَت معك قلت:

“اخترتُ الشعر لأنني كنتُ طفلًا حالِمًا” 

حدِّثني عن ذاك الطفل الحالم قديمًا حينما كان يدوس بأقدامه الصغيرة أرض دمشق، وهل ما زال إلى هذه اللحظة يعيش داخلك

إذا كان كذلك أخبرني عن حاله في الغربة؟

الطفل هو طفل المُخَيِّلة، فعندما يكون الكائن وحيدًا ومفردًا لدرجة كبيرة، يحتاج لأن يختلِق أقرانًا، يحتاج لمن يُهدهِده ويعتني به، لِمن يُخفِّف عنه، لِمن يغفر له أيضا!

أعتقد أنَّ مخيلتي اخترعت لي ذلك الآخر ففي علم النفس يوجد ما يسمى بِ “طفل المُخيِّلة”.

نعم، هو لا يزال يدوس بأقدامه الصغيرة ليس فقط أرض دمشق بل العالم كله، ما زال يعيش لأنه يؤمن بالحدس والدهشة والطيبة، يؤمن بِنقاء السريرة التي يحاول دومًا التمسك بها على الرغم من أنَّ النتائج كانت مُعاكِسة تمامًا باعتبار أن الصدق هو قرار كما يظن هذا الطفل الحالِم.

في الغربة كما ليس في الغربة، في الحالتين هو وحيد، ومُطارَد في بعض الأحيان، لذلك هو خائف بكل الأحوال وبكل مكان، وبالتالي فإن الغربة وسَّعت المساحة وجعلت المدى أبعد!

 

ما تأثير وفائي الطفل على وفائي الناضج والشاعر؟

وفائي الطفل يمنح وفائي الشاعر النص، يمنحه الجرأة والإقدام، يمنحه التهوُّر، يمنحه القدرة على قول ما يفكر به دون حسابات، ويمنحه براءة البوح.

الطفل مهم لأنه في لحظةٍ من السذاجة والجرأة والصدمةِ ربما، أستَثمِرُها في هذا الطفل الحالم وبالتالي أستفيد في القدرة على التعبير عن هويتي كشخص أو كرجل ناضج أو كشاعر بمرحلة متقدمة.

هذا الطفل لا يكف عن أن يكون لأنه في الحقيقة ملاذٌ أيضا، فعندما يكون الشخص وحيدًا يخلق قرينا له حتى يحتضنه.

 

التمييز الذي يتعرض له الطفل بكافة أشكاله، والتميُّز الذي يكتشفه بنفسه أثناء رحلة نضوجه، 

كشخص تعرَّف وعاش الإثنين كيف تصفهما لي؟

من الصعب جدًّا عليَّ وصفهما لكِ، فأنا لم أعِش طفولةً سعيدة لا داخل المنزل ولا خارجه، لم يكن العالم مُهادٍ كثيرًا.

نعم، الطبيعة كانت جميلة جدًّا وساحرة ولكنَّ المحيط والأشخاص كانوا دائمًا مصدر تهديد، ربما كانت الأمهات والنساء والفتيات أكثر أمانًَا، فالصبية كانوا أكثر شرًّا رغم وجود اللطيف منهم، فلم يخلو الأمر من وجودهم.

لم تكن طفولتي طفولةً مِثالية خصوصًَا عندما يعيشُ ابن المدينة في مكانٍ قصِيّ وبعيد وريفيّ إلى حدٍّ ما، حيثُ أني عِشتُ فترة طفولتي في الريف فكانت طفولةً تعيسة للغاية، فقد تعرضتُ للعنف من أبناء الريف أكثر مما لو كان من أبناء المدينة لأسبابٍ إلى الآن لا أعلمها ولكنها سبَّبت كدمات لا تُنسى.

فيما يخص هذا السؤال فلن أذهب بعيدًا ليس امتِناعًا عن الإجابة فربما كنت لا أستطيع ذلك حقيقةً، ولكنها كانت مرحلة انطواء على الذات، فقد كنتُ حينها كائنًا حذِرًا يتوقع بكل لحظةٍ الإهانة أو الضرب.

 

في قصيدةٍ تحدَّثتَ فيها عن والدك فقلت:

“هو

الذي عاش كنجمٍ فاتنٍ

وأردى كلَّ الفتياتِ الرائعات اللاتي فُتِنَّ به

وحين فكَّر أن يهدي أمي شيئًا

على سبيل الذكرى

اشترى لها قبرًا جواره

تحتله

بعد أن يموت” 

وفي قصيدة أخرى ذكرتَ فيها والدتك فقلت:

“أنا وفائي ابن قمر

لا نسب آخر لي

ولا أصل أو جذر سوى

ذاك الرنين”

هل تعتقد أن تلك المفارقة بين الأثر الذي تركه كِلاهما في نفسك قد ساهم بطريقة أو بأخرى بولادة الشاعر وفائي ليلا الذي هو عليه اليوم؟

الأب النجم والأم هي قمر

أعتقد أني كتبتُ تلك الكلمات لعدم وجود أثر حقيقي لهما، فكانت القصائد هي نِتاج بحثي عنهما، تراءى لي ما تراءى فكتبتُ الكلمات التي ذكرتِها في بداية السؤال، ووثَّقتُ ما أستطيع

لكن بالعمق كان أبواي بعيدَين لأسباب تخصُّهما وحدهما، لكني لم ألقَ العناية الكافية وبالتالي لا وجود لتلك الصلة البعيدة رغم أني أستطيع أن أصف عوالمهما وتأثيرهما سواءً عليَّ أو على المحيط من حولي ووظَّفتهما لأشياء أبعدَ من أمٍّ وأب، فيما يخص المدن والمجتمع والحياة والحرب والموت، ربما!

أمي وأبي كائنان عبرا حياتي دون أثر.

 

رحلة النضوج والإدراك تحتاج لأسباب وأحداث تساهم بشكل أساسي بتشكيل الوعي 

حدثني عن أمور ساهمت في تشكيل الوعي والإدراك لديك بكل ما حولك؟

إن كان هناك ما يتعلَّق بالوعي فهو وجودي بمدينة كبيرة وهامة كدمشق، فقد عاصَرتُها بكل تنوعها واتساعها، بكل مساحات الصدف التي قد تحدث داخلها بالحياة، واحتمالات هذه الصدف أن تصبح واقعًا، تخلق نضوجًا وادراكًا لأن المدينة دومًا غنية بالأشخاص والأفكار والتنوُّع.

أتصوَّر أنَّ هذا العامل الأساس الذي ساهم بالوعي لدي، إضافةً إلى السفر، الالتقاء مع الآخرين، القراءة، الموسيقى، هناك الكثير من العوامل التي تساهم في النضج أيضا كالعلم والدراسة إلى آخره.

 

لماذا الشعر تحديدًا وليس أيّ لون آخر من ألوان الأدب كالرواية مثلا؟

لأن الشعر هو الأسرع، الأسرع في القتل مثل رصاصةٍ نافِذة.

الشعر لا يحتاج وقت طويل وجرعة واحدة مكثفة منه كافية، الحياة سريعة لذلك فالشعر يستلزم ويفرض أن يكون شبيهًا لها، إضافةً إلى الاقتضاب مع السرعة وهذا ما جعل الشعر هو المميز عن البقية.

ولأن روحي لاهِفة أكثر فليست لديَّ القدرة على الصبر والاحتِمال بشكل كبير.

 

المجموعات الشعرية التي أصدرتها زاخرة جدًّا وتحمل عناوين عميقة ومُلفِتة، كيف تختار عناوينك وهل تتقَصَّد عُمقَها؟

العناوين التي أختارها للنصوص هي جزء من المجموعة نفسها وطبعًا أختارها بعناية فائقة، يهمني جدًّا أن تعبِّر عن المضمون وبنفس الوقت أن تكون لا اعتيادية وغير مستعملة “لا أعلم إن كنتُ نجحتُ بذلك” ولكن أحاول أن تكون شيِّقة تحمل مضمونًا، وتستوقِف القارئ وتجبره على التصفح.

العنوان لا يقِل أهمية عن الغلاف لذلك أعتني به جيِّدًا لأنه بالنسبة لي شيء أساسي ومهم.

 

ماهي أقرب قصيدة كتبتَها على قلبك، وماهي الذكرى التي تلوح بذاكرتك لحظة تذكر كلماتها؟

قصيدة بعنوان “اسمي أربعة أرقام”

أختصر فيها كل تجربة اللجوء والمعاناة التي رافقتها.

 

على أي كاتب أو شاعر أن تتعرض أعماله للنقد بمختلف أنواعه “الأكاديمي والغير أكاديمي”، هل أنصفك النقد؟

بالنسبة للنقد فلا يوجد نقد كافٍ بالوطن العربي، أتصور وجود الانطباعات أكثر من وجود النقد.

فالعصر الذهبي للكُتَّاب الكبار ذهب والآن يوجد الكثير من الكُتَّاب، والأشخاص الذين يحاولون أن يكتبوا أو ينقدوا أيضًا أصبحوا كُثُر.

أعتقد أنّنا نفتقد لأسماء من الممكن أن نركُن إليها ونطمئن على أنها قادرة على التحليل والإدراك والتفكيك، ولكن النقد في النهاية جزء من حركة ومزاج المجتمع، فإذا كان المجتمع راكِدًا فحتمًا تكون حركة النقد تتبع حركة ومزاج المجتمع والوضع الاجتماعي القائم، إذا كان هناك تخلف أو انهيار بالدولة فيكون أيضا العقل الناقد الذي يرى ويُمحِّص ويكتشف ميِّت أو مُصادَر.

 

هل تعتقد أن الشاعر “بشكل عام” استطاع أن يكون أداةً للدفاع عن وطن انهارَ وتصدَّعت أرجاءه بين ضحايا ومنفيين ومهاجرين ولاجئين كأرقامٍ تتزايد يومًا بعد يوم؟

أعتقد أن الفنان دائمًَا هو مسؤول لأنه ضمير الناس وبالتالي فمن اللازم على الفنان أو الشاعر أن ينتمي لِألم الناس ولِمشاعرهم وأحاسيسهم واحتياجاتهم، فهو الصدى لهم ولِمعاناتهم لأنه إنسان فائق الحساسية فمن غير المعقول ألَّا ينظر لمشاكل الناس وآلامهم.

من المؤكد أني سأكون مع أيّ ضحايا أو منفيين ولاجئين، كيف لو كانوا أهلي من بلدي.!

وليس كَوني معهم مسألة واجب بل إنه من الطبيعي جدًّا، ويفترض أن يكون الأمر عاديًّا.

 

 

في قصيدةٍ لك بعنوان “اختناق” قلت:

“اسكبوا ماء الصحوِ على غيبوبتنا

أيقظونا مما وصلنا إليه” 

هل ترى أنَّ ثمَّة يقظةً تكون النهاية لما وصلنا إليه بِعينِ شاعرٍ يحمل داخله طفلًا حالِمًا؟

ربما لا، وربما نعم

فقد تتعلَّم الناس والشعوب من تجاربها وقد لا تتعلم، قد تزول أُمَم لِسببٍ ما وقد تبقى بدون سبب منطقي أحيانا.

لا أعرف، ربما فجميع الاحتمالات قائمة ولكن بعض ما يحدث أحيانًا في العالم يبقى عَصِيًّا على الفهم والتفسير.

 

 

كيف تصف الغربة بشكل عام من وِجهة نظرك؟ وكيف تصف غربتك الشخصية؟

الغربة موجودة في كل مكان وزمان، وفي كل وقت فهي لا ترتبط بانتقالك من مكانٍ لِآخر، فمن الممكن أن يكون الإنسان غريبًا عن أهله ومجتمعه وبيئته لأنه مُتَفرِّد بأفكاره، فهو يعيش في لحظةٍ ما معينة مُفارِقًا عن الجماعة كما يُقال، أي بعيدًا عن السرب أو خارجه.

الشاعر كائن مفرد، كائن لديه ذات خاصة به لِذا فهو دائم الغربة عما يحيط به لأنه ينتقل من غربة إلى غربة أوسع أكثر مما لو كان انتقالًا من مكانٍ يأنس المرءُ فيه إلى مكانٍ آخر.

في النهاية الغربة هي مصير كل إنسان يشعر أكثر، يرى أكثر، أو يعرف أكثر.

 

 

ماذا عن الحنين لِدمشق بالنسبة لشاعرٍ عانقَته الغربة طويلًا، وأين مكان دمشق في قلبك؟

دمشق دائما حاضرة بشكلٍ أو بآخر، ليس الحنين إليها رومنتيكِيًّا فقط، بل الحنين إليها بكل ما فيها، لكل إيجابياتها وسلبياتها.

دمشق مدينة كبيرة جدًّا، وعريقة جدًّا بالتالي هي هوية بالنسبة لي أيضا لأنها شكَّلت الوعي الخاص بي كشاعر وإنسان فمن الطبيعي أنها لن تغادر بسهولة ومن المؤكد أني سأحملها أينما ذهبت ولِأي مكان في العالم، فتتَّسع مع كل مكان أصادفه عندما تنضم إليه فتصبح نكهة لِتجربة ممزوجة بنكهة دمشق، ونكهة دمشق لا تُنسى قطعًا.

 

 

ما علاقة الفلسفة بالشاعر، وماذا أضافت لك دراستها على الصعيد الشخصي والأدبي؟

هي علاقة وطيدة، فلا يمكن أن يوجد فن له قيمة بالمُطلق بدون أن يكون له فلسفة أو أبعاد أخرى، يحاول هذا الفن أن يصنع رؤى مختلفة فلا يمكن أن يوجد عمل مهم في الحياة بعيدًا عن الفلسفة، فهي جوهر لكل الأشياء، تحاول أن تدخل للمعنى في كل شيء كعلاقة الشاعر مع نفسه أو علاقته مع المحيط وبالتالي فهي مهمة جدًّا على الصعيد الشخصي والأدبي، إضافة إلى أنها تمنح الشاعر الأفق الأوسع والمساحة الرحبة للتعبير عن نفسه وعن تجربة وجوده بهذا الكون.

 

 

أعتقد أنَّ عملك كممثل في فيلم “الغابة” وفي مسرحية “مدن الخوف والحب” بالإضافة إلى دواوينك الأدبية ومشاركاتك في المعارض الأدبية، أضافوا لكَ الكثير في مسيرتك سواءً على الصعيد الشخصي أو المجتمعي، أخبرني عن ذلك قليلا؟

طبعًا، فالعمل بالمسرح والسينما يمنح الشخص الكثير من التجارب والغِنى في التعبير للوصول إلى الآخر، والتمثيل عالم قائم بذاته من الممكن أن يضيف للفنان الكثير، ومن الممكن أيضًا أن يكون ضروريًّا لعمله حتى يُغيِّر النمط التقليدي السائد كالوقوف على المنبر.

بالتأكيد أضافت لي الكثير فهي تجربة مثيرة سأكررها دائمًا.

 

 

ما تأثير النشر على المبدع؟ وكيف ساهمت ترجمة بعض أعمالك للغة السويدية بالوصول للمجتمع الجديد؟

النشر يعطي الثقة ويمنح الشاعر أو الكاتب مساحات إضافية للوصول إلى أشخاص مختلفين بأماكن مختلفة وبعيدة، وساهمت في الحقيقة ترجمة أعمالي للغة السويدية بوصولي إلى المجتمع الجديد.

فالمجتمع السويدي مجتمع قارئ جدًّا أكثر بكثير من المجتمع العربي، وبالتالي فقد عُرِفتُ في السويد كشاعر أكثر مما عُرِفت في المجتمع العربي، فالترجمة ساهمت أكثر بزيادة ثقتي بنفسي وجعلت حافز الكتابة يكبر عندي بشكل أكبر وأكثر استمرارًا.

الترجمة مهمة لأنها تصل لِعقول جديدة تختلف طرق تفكيرها عما هو متعارف عليه.

 

 

ماذا يعني الوطن بالنسبة لك؟

الوطن هو الإنسان أولا وأخيرًا، هو كرامة الكائن فلا قيمة للأوطان إذا كان الإنسان مُهانًا وبلا كرامة.

 

 

نصيحتك للكتاب والأدباء والشعراء الشباب؟

لا نصيحة لديّ، ولكن إن كان ثمة توصية، أوصي بالصدق.

 

 

كلمة أخيرة؟

شكرا لكِ على الأسئلة الغنية جدًّا، ممتن لكِ وأتمنى أني استطعتُ الإفادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *