الإنتهازية هي الذبذبة لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء ، فهي التيه والخواء ، واللاإنتماء والهواء ، وهي الضلال الذي ما بعده ضلال …. وليست الإنتهازية هي التردد ، لأنها عزم على إتخاذ موقف مكيافيليآ رخيصآ ؛ بينما التردد هو عدم إمكانية النفس لإتخاذ موقف يعزم ويستقر عليه ….. وليست الإنتهازية هي جهل ، لأن الإنتهازية فهم بمكر ، وسلوك بإحتيال ، وتوجه بخسة ونذالة ؛ بينما الجهل هو إنعدام معرفة فضلآ عن أنه هو فقدان قدرة تقمص الخداع والإحتيال ، والغش والغدر ….. فالإنتهازية هي عبث خبيث قاصد ، وتنقل مجرم منخرف هادف … ،بين هذا ، وبين ذاك ، فالقريب منها يمكن أن تستبعده ، والبعيد منها يمكنها أن تستقربه وتنجذب اليه ….. والإنتهازي هو كالمرأة المومس التي ترتمي إنجذابآ بين الأحضان مكيافيلية نفعية ، لا لشبع شبق جنسي ؛ ولكن لجمع دنانير ودولارات سحت حرام ، فهي لا تنتمي وتستقر في حضن ، ولا تمنح ولاءآ الى حضن آخر ، لأن الأحضان كلها عندها مرغوبة سواء ، لما تدر أرباحآ ، وتعطي إمتيازات ومناصبآ ومواقعآ وكومشنات …..
الإنتهازية تلون مظاهر توسل إنتماء بخداع ، وتمظهر ولاء بإلتواء ، وتدحرج تغنج بإنحناء … والإنتهازية عاهة أخلاقية لها جذور منشأ من إنحراف ذات ، أو إنسلال ، وأنها تعبير سلوكي عن تعويض عقدة نقص في شرف ، أو كرامة ، أو منحدر ولادي ، أو تيه إعتقادي ، أو ضلال إتخاذ إستقامة طريق لما للوراثة والتربية من شأن تأثير ….
الإنتهازية تميل الى الباطل وتنجذب اليه لا عن إعتقاد وإيمان ؛ وإنما من أجل تحقيق منفعة ذات متصعلكة بالمفهوم الجاهلي للصعلكة ، والصعلكة ثراء سحت حرام بأسرع وقت ، وأقصر طريق ، وأجرم سلوك وسيلة … ولذلك الإنتهازية تنصب العداء الى الحق ، وتحاربه حربآ متوحشة غاضبة شعواء مفترسة ، وتتفنن برسم الخطط المجرمة الناهبة مكرآ ، وترتب المكائد دهاءآ شيطانيآ متأبلسآ ، وتحيك المؤامرات إحتيالآ مراوغآ …. كل ذلك بخداع وغش ، وحذلقة وتأبلق ، من أجل كسب حظوة إقتراب ممن هو القادر على تنفيذ ما يتمناه الإنتهازي اللهلوب ، المجرم المنحرف اللعوب ، النزوي الشقلوب …..
ولذلك ترى معاوية بن أبي سفيان تحفه شلة من الإنتهازيين القذرين المجرمين الجبناء الفاسدين ، من مثل المغيرة بن شعبة الطامع في ولاية الكوفة ، وعمرو بن العاص الطامع في ولاية مصر ، وزياد بن أبيه الطامع في ولاية البصرة ( إبن سفاح وزنى ، حيث كان أبو معاوية الذي هو أبو سفيان ، أحد الزانين بأم زياد ، وتبناه تغطية وتجنبآ وتفاديآ للخزي والعار ) الذي تعقد من زنا أمه الفاحش المكشوف المعروف المستعرض الغليظ ، والذي خبث لا يخرج إلا نكدآ ، ولذلك أولد زياد إبنآ له من لوثة نطفة لؤم وإجرام حقد هو عبيدالله بن زياد الذي قتل الإمام المعصوم الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام يوم كربلاء ، يوم وقف الباطل بوجه الحق ليحاربه ويقاتله ….. ؟؟؟
والإنتهازية هي سبيل من سبل المكيافيلية المجرمة العابثة السافلة الرخيصة ، وهي من أردأ طرقها ، وأقذر توسلاتها ، وأوطأ وسائطها ، وأخبث إحتيالاتها ، لأنها كلها إنحراف بقصد ، وخبث ولؤم وإجرام بعمد …. وما المكيافيلية إلا أسلوب رخيص من أساليب الصعلكة الجاهلية ، لما يغير الصعلوك لصآ محترفآ ليلآ ، متأبطآ غدرآ سلاحه لتنفيذ إجرامه نهبآ وسرقات ، وحتى لو تطلبه الأمر الى القتل والذبح وقطع الرؤوس ، فهو المستعد الذي لا يتوانى ، والمهيأ الذي لا يتردد …. وتلك هي صعلكة الجاهلية ، التي تماثلها المكيافيلية الغربية والأميركية والماسونية سلوك لصوصية نهب وإحتلال وغصب وإجرام ……
وأخيرآ أقول : أن الإنتهازي يغدق ويمنح ، ويعطي ويقدم ، ويهدي ويتبرع ، ويتوسط ويتوسل ، ولا يتوقف أو يمانع من إراقة ماء وجهه عندما يريد أن يتوصل ، فإنه يتمسكن ليتمكن ، وهو المتقلب اللعوب ، المهتز الطروب ، الراقص اللهلوب ، المتثعلب التعوب …. وهو الخائن الذي لا يؤتمن ، والسافل الذي لا يستحي ، والبروع الذي لا يخجل ، والتافه الوضيع الذي لا يعقل ….. وما الى ذلك من مترديات السلوكات ، وتجاذبات العقد النفسية التي تثير وتحفز ، وتقض المضجع وتؤثر …..
والإنتهازي لا يكل ولا يمل ، ولا يتراجع ولا يتردد ، فهو المحاول مرات ومرات ، وتكرار التجارب بأساليب مختلفة ، وسلوكات متنوعة ، لأنه يجيد حسن صنع الإحتيال المتثعلب ، ولو إطلعت عليه وعلى حقيقته ، لوجدته إبن أوى الجبان الذي يتسلل ليلآ لقنص الفريسة في الظلام … وهذا هو أسلوب من أساليب الصعلكة اللصوصية الجاهلية ، والمكيافيلية الغربية الأميركية البريطانية الماسونية ، السارقة الناهبة …
أقول : دائمآ وأبدآ الإنتهازي يبذل الجهد ، ويريق ماء الوجه ، ولا يتردد في تقديم كل ما يملك ، لأن يكون طاغية دكتاتورآ سلطانآ متفردآ ، لأنه يعرف نفسه أنه وضيع منبوذ ، محتقر مهمل ، لا قيمة له في سوق الرجال ، إذا حالفته الصدفة أن يكون سلعة تعرض في السوق لتقدير قيمتها ….