يتابع العالم، ولو بنسب متفاوتة، العربدة العسكرية لدولة الاحتلال، وجرائمها التي وثقت بالقتل الجماعي المتعمد للمدنيين والقاء ما يزيد على مليون ونصف المليون من سكان قطاع غزة الى العراء وملاحقهم بالقصف والتجويع واغلاق منافذ الاوكسجين عليهم واخضاعهم الى عقاب جماعي لا سابق لوحشيته ولا انسانيته.
وبعد سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها قوات الاحتلال بالاعتقالات الجماعية وتجريف ومصادرة مساكن واحياء السكان الاصليين، وفرض ابشع اجراءات الاخلاء والارهاب، فقد وصلت القرارات الدولية التي تدين دولة الاحتلال الى اكثر من مائتي قرار ادانة وإبطال الاحتلال وحق الفلسطينيين بحياة آمنة في وطنهم فلسطين.
وترافقت المذابح اليومية المروعة مع سياسات التغيير والضم وتهديم البنى التحتية واماكن العبادة والشواهد التاريخية والدينية المقدسة في فلسطين، واستخدام القوة الغاشمة، وسياسات الإذلال والمهانة والتمييز والعنصرية بحق سكان غزة وبقية الاراضي الفلسطينية المحتلة. وتعد هذه الحرب طورا خطيرا واكثر همجية من الحروب والاعتداءات والاجتياحات، التي شنتها اسرائيل طوال نصف قرن في البر والبحر، وطاولت بلدانا وعواصم مجاورة وبعيدة، واشعلت خلالها الحرائق والتوترات والتداعيات التي هددت، مرات عديدة، الامن والاستقرار في المنطقة والعالم
الى ذلك يتساءل الكثير من المحللين في الغرب والعالم، ما اذا يمكن بعد كل ذلك لأحد، أو متنبئٍ، او محلل بارد الدم، ان يخمّن المدى الذي تحتاجه دولة الاحتلال لتكون مقبولة من جيرانها، وان تنعم يوما بعلاقات منتجة، وآمنة، ومتكافئة، مع شركائها في الجغرافية والمناخ والبحار والفضاء؟ بل، هل يمكن ان تكون اسرائيل، يوما، مقبولة من هذا الاقليم، بجميع اممه وبلدانه، حيث اضرمت فيه كل حطب الاحقاد والانتقام والحسابات النائمة؟.