في الوضع العراقي المتداعي والرجراج، لا ينبغي أن يعول التيار الصدري على حلفائه من السُنة والكرد، كما لا يستغرب منهم ان يذهبوا مع خصوم التيار لمقتضيات انبثاق حكومة جديدة تتطلع عيون الكرد والسُنة الى حصصهم فيها، ولا ننسى انّ التحالف السني الكردي مع الصدر استند الى حقيقة انّ التيار الصدري تصدر النتائج الانتخابية، والطرفان الكردي والسني ملحقان بالقوة الأكبر التي ستقود الوضع السياسي، وهذه قاعدة درجوا عليها منذ تسع عشرة سنة، كما ان أحزاب الكرد والسُنة ليست في معرض الوقوف حتى النهاية ضد حلفاء ايران في العراق.
ما صدر عن قياديين في الإطار التنسيقي يعد باتا وقاطعا في ان هوناك مسارا اخر مختلفا عن رؤية الصدر، وهو مسار عودة البرلمان بشكل طبيعي لانتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس للحكومة – من الإطار طبعا- ثم الاعداد لانتخابات مبكرة يصحبها حل البرلمان وهذا يتطلب أكثر من سنة بما يجعل الدورة الانتخابية العادية مستحقة للعودة الى انتخابات جديدة كما كان كل أربع سنوات.
هذا تصور نظري، قد يمت بصلات معينة الى الواقع السياسي من حيث تغير بوصلة التحالفات السياسية تبعاً للمصالح الخاصة بكل طرف بعيدا عن فكرة – وزير القائد- في ان العراق يحتاج من الحلفاء التضحية.
عندما أقول ان ذلك معظمه منطلقات نظرية لقيادات معينة، اقصد انّ هناك احتمالات لقيام تحالفات جديدة في المعسكر الثاني، كتحالف التيار الصدري مع قوى مدنية او تشرينية تنزل معه الى الشارع في شعارات اكثر تنظيما ومنهج أعمق دلالة من اجل التغيير، كما ان التحالفات قد تخرج من نطاق المكون الواحد وتصل الى مستويات أخرى حتى لو كانت في مدن أخرى بعيدة نسبيا. من هنا ستشهد مرحلة ما بعد الزيارة الاربعينية حراكا جديدا في كلا المعسكرين، وهنا سننتقل الى صراع ارادات وهي المرحلة التي تسعى بعض قيادات الاطار الى تحاشيها وعدم الوصول عندها، في حين يدفع إطاريون اخرون باتجاه التصعيد الكامن، وهنو تصعيد عبر الاستفزاز بالتغريدات والتصريحات الامر الذي يجعل الجمرات دائمة الالتهاب تحت الرماد الخفيف