تمت الموافقة أوائل هذا الشهر أيلول 2022 على لقاحين جديدين من لقاحات كورونا من دون الوخز بالابر، للاستخدام في الصين والهند. اللقاح الأول أنتجته شركة صينية ويعطى بطريقة الاستنشاق (رذاذ الأنف)، لاستخدامها كجرعة معززة في الصين. اللقاح الثاني أنتجته شركة هندية ويتم إعطاؤه كقطرات في الأنف، تمت الموافقة عليه باعتباره تلقيحًا أوليًا بجرعتين في الهند.

ويقول العلماء ان هذه اللقاحات قد تعطي مناعة اضافية في الأغشية المخاطية الرقيقة التي تبطن التجاويف في الأنف والفم، حيث يدخل فيروس كورونا عادة الجسم، وتصده بسرعة قبل أن ينتشر. يأمل مطورو اللقاحات أن تمنع هذه اللقاحات “المخاطية” حتى الحالات الخفيفة من المرض وتمنع انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين، مما يحقق ما يُعرف باسم المناعة المعقمة، وهي المناعة التي قد تستمر سنوات وربما حتى عقود.

يحفز الحقن العضلي استجابة مناعية تشمل الخلايا التائية التي تدمر الخلايا المصابة، والخلايا البائية التي تنتج أجسامًا مضادة “تحيد” مسببات الأمراض وترتبط بها لمنعها من دخول الخلايا السليمة. تنتشر هذه الخلايا والأجسام المضادة عبر مجرى الدم. لكنها لا تتواجد بمستويات عالية بما يكفي في الأنف والرئتين لتوفير حماية سريعة. في الوقت الذي تستغرقه الرحلة إلى هناك من مجرى الدم، ينتشر الفيروس ويمرض الشخص المصاب. تعمل هذه الخلايا الموضعية في الأنف والرئتين كحراس في موقع الإصابة، ويمكنها العمل بسرعة أكبر.

البخاخات أو القطرات عن طريق الأنف أو الفم هي الآن أمل العشرات من المجموعات البحثية والشركات التي تعمل على أنواع جديدة من التلقيح، بدلاً من الاعتماد على الحقن. ويجري حاليا تطوير حوالي 100 لقاح مخاطي لفيروس كوفيد -19 عالميًا. حوالي 20 من هؤلاء قد وصلوا إلى تجارب سريرية على البشر، منها أربعة على الأقل – في الهند وإيران واثنان في الصين – أكملوا أو يخضعون لدراسات المرحلة الثالثة والاخيرة لاختبار السلامة ومدى نجاحهم مقارنة باللقاحات الأخرى. أعطت إيران موافقتها الطارئة على اللقاح في أكتوبر 2021 وتم تسليم ما لا يقل عن خمسة ملايين جرعة إلى وزارة الصحة.

ويذكر في هذا الصدد ان لقاحات الغشاء المخاطي قد تم استخدامها بنجاح في الأشخاص، ضد مسببات الأمراض بما في ذلك فيروس شلل الأطفال والإنفلونزا والكوليرا. ثمانية من هذه اللقاحات تؤخذ عن طريق الفم، وواحد ضد الأنفلونزا، يعطى عن طريق الأنف.

لقاح شلل الأطفال الفموي، الذي يحفز المناعة في الأمعاء، ناجح للغاية ويقترب من تحقيق مناعة معقمة قد تستمر لعقود عديدة.

{ طبيب متخصص بعلم المناعة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *