يبدو ان الرياضة العراقية وخاصة كرة القدم تعيش بزمن كثر فيه الزيف والتضليل والافتراء وايهام الآخرين بان الامور تسير بالطريق الصحيح ، لكن الحقيقة مرة ومؤلمة ونتيجتها لا تسر صديق ولا عدو.

لو فرضنا ان الاتحاد الاسيوي لكرة القدم ارسل لجنة التراخيص الآسيوية للتفتيش على ملفات الاندية المحلية للاطلاع عليها ومعرفة مدى تنفيذها لبنود التراخيص المحلية وليس الآسيوية الاصعب منها ، فماذا تتوقعون ان تكون نتيجتها؟

مثلما يعرف الجميع ان تنفيذ لائحة التراخيص يتطلب وجود المعايير الإلزامية التي اقرها الاتحادين الدولي والآسيوي وهي (الرياضية ، والبنية التحتية، والإدارية، والقانونية ، والمالية).

انا على يقين ان اندية على عدد اصابع اليد التي ستجتاز الاختبار مع تطبيق بعد الملاحظات على ملفاتها من اجل تحيقيق متطلبات النجاح والسماح لها باللعب بدوري التراخيص الحقيقي ، وليس تراخيص المجاملات التي اعتدنا عليها منذ عام 2017 وبحجة ان ظروف العراق تختلف عن الآخرين ، وهي كذبة يحاول الفاشلين تمريرها من اجل استمرارهم بالمناصب والحصول على المغانم الكثيرة .

ان الدول المجاورة للعراق تصرف مبالغ مالية اقل مما نصرفه ، ولكنها تضعها في المكان الصحيح من خلال العمل النزيه وتحقق معايير ومتطلبات التراخيص وتسير بالطريق الصحيح وتنجح في مواكبه التقدم العالمي ، وتحقق الاندية الرياضية الاكتفاء الذاتي وتستغني عن مساعدات وهبات الدولة المالية او الوزارات والمؤسسات التي تتبع لها بل انها تسهم في انجاح المبادرات الاجتماعية التي تطور المجتمع.

انديتنا تعيش بزمن قلت فيه المصداقية ، لان اغلب تصريحات اداراتها قبل اكثر من شهر تؤكد بان ملفات التراخيص منجزة وهي ستكون جاهزة للتواجد بالدوري الممتاز ، وبدات هذه الاندية بالدخول في معسكرات تدريبية داخلية وخارجية استعداداً للموسم الجديد ، صرفت خلال هذه الفترة على المعسكرات مبالغ مالية كبيرة ، لان الجميع يعرف حجم وكبر وفد فريق كرة القدم بالاضافة الى اصطحاب الاحباب والاصدقاء للاصطياف في ربوع تركيا الجميلة.

يوم الثلاثاء الماضي انكشف المستور وظهر ان اغلب انديتنا لم تكن صادقة في تصريحاتها الرنانة بانها انجزت متطلبات التراخيص ، بل على العكس ظهر انها مثقلة بالديون وانها لا تستحق التواجد بالدوري الممتاز بالموسم الجديد الذي اطلق عليه (دوري التراخيص)، لكن المجاملات كانت حاضرة مثل كل مرة ، والتي سمحت في التغاضي عن بعض النقاط وسهلت عبور بعض الاندية التي مازال بذمتها ديون لعدد غير قليل من اللاعبين والمدربين .

وظهرت بعدها تصريحات هنا وهناك من قبل لاعبين ومدربين بانهم مازالوا يطلبون الاندية المرخصة مبالغ مالية ، وان الاندية لم تسلمهم مستحقاتهم المالية التي اقرها القانون والمحاكم ، وكذلك تصريح من محامي مصري قام عدد من اللاعبين والمدربين بتوكيله للدفاع عن حقوقهم ، بانه قام بتحضير لائحة شكوى ستقدم للاتحاد الاسيوي لكرة القدم ضد الاتحاد العراقي ، ورفع دعوى بالقضاء العراقي وهيئة النزاهة ايضا بسبب قرار الاتحاد بترخيص عدد من الاندية المديونة والتي لم تسدد مبالغ لموكليه من اللاعبين والمدربين.

لجنةِ التراخيص وعلى لسان نائب رئيسها الدكتور موفق عبد الوهاب قال( إن اللجنةَ قررت منحَ الرخصة لأنديةِ نفط الوسط والحدود والشرطة والنجف والصناعة والكرخ وكربلاء والنفط وأربيل والكهرباء وزاخو ونفط البصرة والزوراء والقاسم ونفط ميسان ونوروز ، والاندية الهابطة للدرجة الاولى الميناء وأمانة بغداد ، وان الاندية غير المُرخصةِ هي القوة الجويّة والطلبة والديوانيّة بسببِ عدمِ مُعالجةِ القضايا الماليّة المُكتسبة للدرجةِ القطعيّة، إضافةً إلى نادي سامراء لعدم امتلاكه ملعباً مُؤهلاً ، وأن لجنة التراخيص افتتحت منذ يوم امس الأربعاء بابَ الاستئناف والطعون الذي سيستمرُ لمدة خمسةِ أيام ).

ولم يرد اسم نادي دهوك الذي فاز بالمحلق المؤهل واحتفل بصعودة للدوري الممتاز ، ولا نعرف اخباره الحقيقية ، ام ان الاتحاد سكت عن مخالفة اخرى ستضاف الى مخالفاته السابقة.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *