(الحلقة الرابعة والاخيرة) ،،،            (ثالثا) لقد وجدنا ان هنالك خلطا واضحا بين النص القراني والحديث النبوي والحديث القدسي وهذا ايضا امر غير جائز فلا يمكن الاستشهاد باية قرانية واذا النص المعروض هو حديث نبوي او حديث قدسي وعليه فانه يجب التثبت من النص المعروض قبل الاطلاق والعرض .                                         ان الاهتمام بضروره تلاوة نص قراني في بدايه عقد مثل هذه الجلسات فهو جاء بالتاكيد اعتزازا وتقديسا لهذا الكتاب الكريم الذي هو المصدر الاول والاساسي في التشريع الاسلامي واستنباط الاحكام وهذا يعني ان تكون القرارات الصادره من هذه المجالس ضمن اطار هذا التشريع التي عملت وجاهدت مدرسة ال البيت (عليهم السلام) في تحديد معالمه وخطوطه الاساسيه و بكل تفاصيله و جزئياته ، وهنا علينا ان نعلم جيدا بانه لابجوز في اي حال من الاحوال التعامل مع النصوص القرانية والاحكام الشرعية بشكل انتقائي كما يحلو للكثير من العراقيين ،، قال تعالى في الايات (44) (45) (47) من سورة المائدة (ومن لم يحكم بما انزل الله فأؤلئك هم الكافرون)  (ومن لم يحكم بما انزل الله فاؤلئك هم الظالمون)  (ومن لم يحكم بما انزل الله فأؤلئك هم الفاسقون) ،، وقال تعالى في الايه (85) من سوره ال عمران (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين) وقال تعالى في الايه (59) من سورة  النساء (ياايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فان تنازعتم في شيئ فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا) ، وهذا يعني ان اي نزاع او خصام يحدث يجب الرجوع الى الله والرسول اي العمل بالاحكام الشرعية التي جاءت في الكتاب والسنة النبوية المطهرة .             ( 2) اما الملاحظه الاخرى التي لاحظناها من خلال حضورنا لما يعرف بمجالس الفصل العشائري انه بعد الاتفاق على المبلغ الواجب دفعه الى المجني عليه او ذويه او الجهه التي وقع على الاعتداء فانه يجري عقد قطعه قماش على عصا يطلق عليها عبارة (راية العباس) وهذا يعني ان المبلغ اصبح واجب الدفع والموضوع اصبح في حكم المنتهي ،،  وفي الحقيقه فان لنا وقفة حول هذا الموضوع وبالشكل الاتي :-   فنقول ماذا تعني راية العباس (عليه السلام) ان هذه الراية تعني في واقع الامر راية الامام الحسين (عليه السلام)  فالامام في صبيحة العاشر من المحرم عبء اهله واصحابه للقتال وفقا لقواعد التعبئه التي كانت سائده في ذلك الزمان ، وهكذا فقد اعطى رايته اخاه العباس والتي تعطى عادة لاشجع الشجعان ، وثبت عليه السلام واهل بيته في القلب . ان راية الامام (عليه السلام) هي راية الاسلام الحق بكل ابعاده وتجلياته وعظمته ، وهكذا كان خروج الامام في نهضته تحت ظل هذه الراية وهو ويقول (ما خرجت اشرا ولا بطرا و انما خرجت لطلب الاصلاح لامة جدي رسول الله امرا بالمعروف ناهيا عن المنكر) ،، وهنا نطرح السؤال المهم هو ما هي علاقه راية العباس قمر بني هاشم وساقي عطاشى كربلاء بهذا الارهاب المجتمعي و هذا الكم الكبير من الجرائم المرتكبه التي لم يسبق لها مثيل في حجمها وخطورتها التي اصبحت تهدد امن المجتمع والسلم الاهلي ؟؟!! وان تكون هذه الرايه المقدسه التي كانت رمز للدفاع عن الاسلام والوقوف امام الانحراف ومقارعه الطغيان والجبروت الاموي ،، ان يؤول امرها ان تحشر في هذه الفوضى ومنها جرائم مخله بالشرف ومنها جرائم مخزية ومنها جرائم تافهة وسخيفة جدا ؟؟!!! ،،                                              واخيرا وفي نهايه هذه الرساله ،، انه على الرغم مما ذهبنا اليه فيما ورد اعلاه ، الا اننا علينا ان نعترف بان مجالس الفصل العشائري كان لها دور كبير في حقن الدماء ومنع الاحتراب والاقتتال بسبب هذه الجرائم وهذا السلوك العدواني في مجتمعات لا زالت تعيش تحت ضغط غرائزها وعصبياتها والتي كانت على الدوام وراء عمى البصر والبصيرة وقتل العقل والضمير والوجدان ،، وفوق كل ذي علم عليم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *