ليس الفال الذي كانت تستفتح به العرب قديماً وإنما الفال الشائع بين الناس حينما يقول الطفل كلام تتيمن به وتجعله أمر محقق لا محال مثلما يفعل العرب تماماً ولكن العرب القدماء فإذا رأى أحدهم عند خروجه غراب هذا يعني اليوم سيحدث شيئ مكروه فيعود إلى بيته وبعضهم يتشأم من القطه السوداء ومن البوم وهذه جميعها موروثات شعبية لا تثبت أمام الحقائق العلمية ولا صحة لها والفال الذي يستفتح به العراقيين يختلف بعض الشيئ عن استفتاح الشعوب فإذا أراد أحدهم الخروح وقال له طفل اين تريد لا يخرج وإن فعل فهذا يعني إنه سيصيبه مكروه وكثير من الأمور التي يؤمن بها الناس ولا صحة لها والى يومنا هذا يؤمنون بها وانا واحداً منهم أمنت بنظرة واحدة حينما رأيت الكثير من الأطفال تضع الحذاء أو النعال عند رجلا أحدهم يلبسها بالمقلوب فأيقنت إن هذه الناس تسير على الفطرة بالمقلوب وكما يقولون أهلنا من حكماء البادية ( امشي على رجليه يوگع على راسه ) فكيف لا يمشي المجتمع العراقي عكس الاتجاه وهو يقلد غيره بالشيئ السيئ ، ففي زيارة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام ) يقدم الناس للزائرين من مالهم الخاص مالذ وطاب ولكن بصورة فوضوية ومن دون تنسيق وهذا تتحمل مسؤوليته السلطات والجهات المعنية والمواطن سواء ، فعندما يرى الزائر الأجنبي صاحب الموكب فوضوي يرمي النفايات وسط الشارع هو كذلك يصبح فوضوي وقد رصدت أمس الحكومة المحلية موكب إيراني يقلع الرصيف من الشارع ويهدم سور مدرسة حكومية في محافظة كربلاء ليدخل شاحنة الموكب فيا ترى هل يمكن أن يرمي زائر عراقي عقب سيكارة في شوارع إيران أو السعودية أو أي دولة أخرى ، يجيب على هذا السؤال من زار تلك الدول من العراقيين ورجع يفتخر بنظافتها ولم ينقل تجربة النظافة بل عاد ليخرب بلده ومن خلال متابعتنا لما يجري في الشارع العراقي رأينا أحد أصحاب المواكب يصرخ على زائر عراقي مع عائلته كان جالس في طرف الخيمة يريد أن يأكل لقمة طعام ويواصل المسير مع الزائرين قائلاً له ( گوم گاعد بنص عوائلنا) وانا اشرب الشاي وانظر عن كثب لما يحدث وتبين إن صاحب الموكب يطبخ لاقاربه والزائرين يقفون تحت الشمس الحارقة من أجل الغداء ضناً منهم يوزع على حب الحسين وفي اليوم التالي مررت من قرب الموكب الذي يشغل عشرة أمتار من الرصيف والزوار تسير في الشارع العام فرأيته شبه خالي وكأنه أكمل مهمة خدمة أقاربه وليس خدمة الزوار

وربما يعتقد البعض أننا نتهجم على أبناء شعبنا كلا لا نتهجم ونحن أحد أفراد هذا الشعب لكن يحزننا أن نرى البلدان تتقدم ونحن نتأخر وننطلق من مبدأ (كلم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته ) وكل إنسان قابل للتقويم فهو ليس أعوج ولكن الظروف المحيطة به جعلته يرضخ لها فهو بحاجه الى من يعضه ويذكره بأن الله خلقه إنسان قويم إذا قال سبحانه وتعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَان فِي أَحْسَن تَقْوِيم).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *