في السنوات العشر الاخيرة و مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي في مجتمعنا العراقي و زيادة مسبقة لمعدلات البطالة بين الخريجين الشباب ، تم انشاء وضيفة لا تحتاج الى شهادة علمية او سنوات خبرة!وضيفة لا يحكمها رئيس قسم او مدير عام..مدخولها المادي فوق الممتاز موظفيها “عطالة بطالة”وزبائنها لا تهمهم الجودة ..انها صناعة المحتوى .

تعرف صناعة المحتوى بانها المساهمة في نشرمعلومات مفيدة ضمن سياقات محددة اجتماعية كانت ام علمية، عن طريق وسائل التواصل الرقمي، لفائدة معينة معني بها الجمهور المستهدف ، والمحتوى هو الشيء الذي يمكن التعبير عنه من خلال (الفديو او الصورة او الصوت او الكتابة).

هذا هو التعريف العلمي لفكرة صناعة المحتوى ، ويتضح للقاريء انه تعريف بعيد جدا عن واقع صناعة المحتوى المتعارف عليه ، فصناعة المحتوى لاتعدو كونها وسيلة لانتشار افكار بذيئة عن طريق شخصيات بذيئة هدفها مادي بحت دون التفكير في القيمة الاجتماعية للمحتوى الذي يتم تقديمه للمتلقي.

وانا اليوم لا اكتب عن ردائة المحتوى لادين صناعه ، بل اليوم اوجه رسالة اتمنى ان تصل الى اولئك الذين يقفون على مواقع التواصل للتمجيد بهذه الشخصيات ، وان كان نفاقا لا اكثر!

فصانع المحتوى الرديء هو شخص قام بتحجيم مستواه العقلي والاخلاقي لتوصيل محتوى يعود عليه بمدخول مادي واعلانات بالاف الدولارات ..فقط..انه شخصية حددت مستواها ضمن الشخصيات التي سينفضها المجتمع يوما ما ، ومهما طال بقائها فلن يكتب لها البقاء.. فأنا كما اوضحت لا أُدين الصانع، لكني أُدين المسؤول الاول عن انتشار هذا المحتوى ، وهو انت عزيزي (المتابع ) ، فانت الذي تقف لمتابعة فديوات لا قيمة لها، انت الذي تهدر وقتك لمعرفة اين ذهب فلان وكيف كانت سفرة فلانة!!! انت الذي تقف متفرجاً امام بذخ (مراسيم معرفة جنس الجنين في برج خليفة ) وانفاق (من تـــــسمى بالشاعرة)الاف الدولارات للاحتفال بيوم ميلاد صغيرتها!! انت من جعل (صناع المحتوى) يصيفون في المالديف ، ويجربون اكلات الشارع الايطالية، ويتعطرون بأرقى انواع العطور الباريسية !!!

انت من جعل منهم اناس بأرصدة بنكية خيالية، بينما تقف انت حائراً امام ارتفاع اسعار المواد الغذائية والخبز. لقد نجح ذلك الصانع (الذي لا صناعة له) باستهدافك لتكون انت الاداة التي تروج لمحتواه الفارغ .

عزيزي المتلقي، حافظ على وقتك وكن ذكيا في اختيار المحتوى الذي يعلو بك درجة في عملك وحياتك الاسرية. اقرا، ابحث، فكر، كن مبدعاً في اختصاصك، ارفع مكانتك في عائلتك، كن اباً ناجحاً واخاً واعياً وزوجا عطوفاً ولا تكن مجرد (تابع) لاناس كانوا سبباً لانهيار المجتمع وفساد اجياله القادمة. اطفا وجودهم بالتفاتك الى ذاتك وكن عظيما لاجلك، فغدا سينفضهم التاريخ ولن يبق في تاريخنا الا العظماء.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *