لعل إحاطة ممثل الأمم المتحدة جينين بلاسخارت الأخيرة ذكّرت كثيرين ان العراق لم يغادر الوصاية بمعنى من المعاني، وأنها ركزت للعالم ان الصراع في اغلبه سببه الفساد، فساد تراكم حجمه ليكون بحجم التصريحات التي يدلي بها دعاة الحكم الرشيد وهم بعيدون عنه وعن محاولة الخطو نحوه.
في كلمة بلاسخارت تسليع تم عرضه للعالم لفاسد بضاعة كثير من منتجي الحزبية و الحركاتية واستعراض للشكل الحقيقي الذي يهرب قسم من مواجهته و قسم آخر يزيفه.
ما تحدثت به ممثل الأمين العام تحدثنا به و سعينا للنصح بتجنبه قبل 2003 وبعدها، لكنهم” وضعوا أصابعهم في آذانهم”.
الحكم الرشيد ليس أمنية بل مشروع عمل واقعيا يبدأ بمعالجة من متخصص سياسي مسموع الكلمة لا شائبة عليه، يفهم ان الدولة الان هي بقايا خراب استمر من قبل 2003 و استمر بعدها، وان الذين خارج القانون هم أقوى من الحكومة وان ضعف الحكومة يجري بقبولها بالوضع و ان المناصب اطغى و ان اغلب التصريحات تجانب الحقيقة و الصواب، وان الاهتمامات المنجزة للمصالح الشخصية أظهرت الخراب في البنى التحتية للعراق و ان اغلب الاهتمام هو ابعد عن تنمية الأجيال وان الذين تشدقوا بالتاريخ المبجل للإسلام الحق تنكروا لدور قلدوه قبلا و اخذوا دور الظلمة في تراث دولة الإسلام التي فصّلت الدين للتسلط لا للعدالة.
نفس الخراب يتحقق وكأن الهدف واحد و الوسائل متنوعة.
ما تحدثت به بلاسخارت هو نتيجة كنا قد نبهنا مرارا لأسبابها التي صنعت النتيجة- الفضيحة و التي جرت ترجمتها لكل اللغات و في ارفع اجتماع اممي.
كانت ردود الأفعال الداخلية على الكلمة مشابهة لردود عاصرناها أيام النظام السابق، ردودا غير مبالية لا بالسيادة المنتهكة بسبب سلوكيات السلطة، و لا هي مدركة لمقاربات الكارثة، و لا هي خجولة من تراكم الفقر و الجهل، بل معتدة بنفسها ان لها من الاتباع من يطيع بلا تردد و هم في الحقيقة عينهم من كانوا اتباع نظام اطاح بنفسه و بالعراق و عهده عنا ليس ببعيد.
اخشى ما اخشاه ان المعنيين الذين لم تسمهم بلاسخارت اصابتهم عدوى النهايات التي يصنعها التراجيديون الذين يكتبون نهايتهم عبر سلوك متصاعد الايقاع كما جرى لمن قبلهم و ما يجروه هم الان.
{ سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني