يعد واحدًا من أنواع التنمر، وهو أيضًا يمثل مجموعة من السلوكيات التي تمارس بطريقة غير شرعية داخل بيئة العمل، وقد تكون هذه السلوكيات خفية أو غير مباشرة، مما يجعلها غير ملحوظة ويصعب التعرف عليه أو الإبلاغ عنه، وقد تختلف هذه الممارسات السلوكية عن نوع التنمر الملحوظ، إذ لا يظهر هناك إعتداءات جسدية مباشرة أو كلام مسيء بشكل مباشر، لكنها تترك آثارًا مؤذية ومدمرة شأنها شأن غيرها.
ويتخذ التنمر الوظيفي الناعم صورًا مختلفة، إذ ممكن أن يظهر بصورة التجاهل أو الإقصاء والذي يتمثل بتجاهل موظف ما كعدم دعوته للمشاركة في الفعاليات والأنشطة والإجتماعات، ومن صوره أيضًا النميمة والتي تمثل أرذل صورة للتنمر الناعم، إذ تتم عملية تداول الشائعات والأكاذيب تشويهًا لسمعة الموظف، ولاننسى أن محاولة التقليل من الإنجازات وإبراز ضعفها أمام العامة تعد واحدة من صور الإعتداء التنمري الوظيفي كونها تعد خطوة لإتاحة تجميع لتعليقات العكسية السالبة غير المباشرة منا تنعمس سلبًا على ثقة الموظف بنفسه وتعرضه إلى اللوم الشديد.
هذا فضلًا عن الضغوطات التي تفرض على الموظف نفسه والتي تتمثل في زجه بمهام مع فريق عمل أو مجموعة يصعب أن يتواجد بينها كيمياء عمل مشترك وهذا صورة فرض عليه تعرض خياراته للإنتقادات والإثارة مما تنعكس على حصيلة العمل وإنتاجيته، إضافة إلى قصور تقديم الحافز والدعم للموظف مما يولد عنده شعور عدم الإهتمام بإنجازه ويخلق عنده شعور الوحدة والضعف.
ولو تمعنا جيدًا في آثار التنمر الوظيفي الناعم لوجدنا أن لهذا النوع من التنمر آثارًا وأبعادًا فاتكة فهي لها بعد نفسي قد ييجر الموظف إلى نوبات القلق، الاكتئاب، وإهتزاز الثقة بالنفس، منا يؤثر على الأداء الوظيفي وإنتاجيته بسبب الضغوط النفسية المتولدة لديه، ويؤثر على الثقافة التنظيمية، إذ يخلق بيئة عمل متوترة وسلبية تؤثر على نسق الفريق وإنسجامه على وجه العموم.
وبالتأكيد هناك مجموعة من الإستراتيجيات التي ممكن إتباعها حتى نتعامل مع التنمر الوظيفي الناعم منها -توثيق الحالة- أي توثيق جميع السلوكيات العدائية بسجل خاص يمكن العودة إليه لاحقًا، و-التردد والصلة- بطريقة مهنية واضحة مع الجهات المسؤولة عن التبليغ والشكوى، و -التشاور- مع زملاء المهنة الأسوياء للحصول عن دعم نفسي ومساندة حقيقة تدعم توثيق السلوك العكسي، و -مراجعة قسم الموارد البشرية- لتقديم تبليغ صريح وبطريقة مهنية صحيحة في حال إستمرار حالات التنمر الوظيفي الناعم.