-1-

احتل ابراهيم بن محمد بن عرفه مقاما ساميا في دنيا النحو ،

وكانت تلوح على وجهه آثار الجدري ،

وكانوا يُعيبونه على ذلك ففكّر في طريقه للرد على خصومه فقال :

وقالوا شأنه الجُدْرِي فانظّرْ

الى وَجْهٍ به أَثَرُ الكُلُومِ

فقلتُ مَلاحَةٌ نُثِرَتْ عليهِ

وما حُسْنُ السماء بلا نُجومِ

لقد حاول الدفاع عن نفسه، وجاء بشيء جديد، ولكن هل كفّوا عنه ؟

انهم لم يكفوا عنه ، ودليلنا على ذلك هجاؤه :

أَحْرَقَهُ اللهُ بنصف أسمِهِ

وصيّرَ الباقي صُراخاً عَلَيْهْ

نصف اسمه ( نفط )

والنفط حارق قوي – كما هو معلوم –

و (وَيْهِ ) النصف الآخر الذي يصطرخ عليه

-2-

الموهوبون لا ينجون مِنَ الحُسّاد والشامتين، وعلى النقيض مِنْ (نفطويه) وجدنا الشيخ نجيب الدين علي بن محمد العاملي يقول :

المرء لا يسلم مِنْ حاسِدٍ

أو شامتٍ في اليُسْرِ والعُسْرِ

فهو على الحاليْن لابُدّ أنْ

يلحقه نَوْعٌ مِنَ الشّرِ

ولم يكتف بذلك بل أرجع الأمر الى نقد ذاته وحمّلها المسؤولية كاملة غير منقوصه فقال :

لِيَ نَفْسٌ أشكو الى الله منها

هي أصلٌ لكل ما أنا فِيهِ

فجميل الخِلال لا يرتضيني

وقبيحُ الخِلال لا أرتضيهِ

فالبرايا لذا وذاك جميعا

لي خُصومٌ مِنْ عاقِلٍ وسَفِيهِ

وهكذا هم الشعراء في طرائقهم ومهاجهم ومسالكهم المختلفة وهم مثل الفواكه كُلٌّ له نكهته الخاصة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *