فجأة وبدون مقدمات اعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم انه الغى المعسكر التدريبي في مدينة سوتشي الروسية وسيكتفي بمواجهةِ منتخب روسيا في السادس والعشرين من اذار الحالي في مدينةِ سانت بطرسبيرغ.

فيما صرح عضو الاتحاد العراقي لكرة القدم غالب الزاملي لاحدى المواقع الاخبارية ، بان سبب الغاء المعسكر التدريبي في روسيا ، هو طلب مبلغاً كبيراً لنقل وفد المنتخب من بغداد الى روسيا ، من قبل شركة الخطوط الجوية العراقية ، التي تخصص للطائرة مبلغ قدره (68 الف دولار ذهاباً و 150 الف دولار ايابا )، بالاضافة الى ان وقت المغادرة الساعة 1 والنصف فجراً ، وان الاتحاد سينتظر لغاية الجمعة من اجل ايجاد حل لهذه الاشكالات.

هذه المعرقلات تضع اكثر من علامة استفهام على التخطيط المسبق وعمل اللجان في الاتحاد العراقي لكرة القدم وكيفة ان تتقدم بخطوة عن الآخرين ، لان الجميع يعرف موعد ايام الفيفا دي ، وان الاتفاق لخوض مباراة روسيا حصل منذ فترة وليس وليد اليوم ، ولكن الاتحاد لم يتحرك بسرعة وينهي الامور الوجستية وضمان نجاح كل الامور الادارية.

اما شركة الخطوط الجوية العراقية التي تعمل وفق تعليمات الدولة ، وليس وفق اهواء واجتهادات البعض مهما كان منصبه ، وفي حالة القبول بسفر المنتخب الوطني على متن طائراتها مجاناً وبدون موفقة الجهات العليا ، فان الشركة تتعرض لمسالة من قبل اللجان التدقيقية والتفتيشية والتي لن ترحم من وقع على أمر السماح بالسفر خارج الضوابط المعمول بها .

لذلك نطالب دائما بان تحل هذه الاشكاليات الادارية قبل فترة من موعد السفر ، وبالتاكيد فان رئاسة الوزراء واركان الدولة العراقية الاخرى لن تقف ضد مشروع اعداد المنتخب الوطني بل تدعمه ، ولكن علينا ان ناخذ بالحسبان الروتين والتعقيدات الادارية المملة والتي قد تتاخر وتؤثر على الفريق الوطني.

هنا نعود ونذكر ونسأل .. هل تعاني المنتخبات الوطنية في الدول المجاورة من نفس اشكاليات السفر ؟ ام ان قوانين كل بلد ياخذ بنظر الاعتبار اهمية المنتخبات الوطنية وكيفية تسهيل امر سفرها ومشاركاتها الخارجية.

والجواب بالتاكيد نعم لكل دول منهاج عمل خاص بها ويتلائم مع ظروفها ، وان الدول التي تعد المنتخبات الوطنية ثروة وطنية تخصص طائرات خاصة لها ، ولن يستغرق الامر الكثير من الوقت.

وهنا اذكر ان الاتحادات الوطنية التي تعمل بشكل احترافي ، تتعاقد مع شركات راعية للمنتخبات الوطنية ، تاخذ على عاتقها تنظيم المعسكرات الخارجية واقامة المباريات الودية ، والمشاركة بالبطولات الدولية ، في ايام الفيفا دي وبالاتفاق مع الاتحاد بالاضافة الى ما يتضمنه العقد بين الطرفين.

للاسف مازال الاتحاد بعيد عن العمل الاداري الصحيح ولم يتعاقد مع مثل هذه الشركات الراعية التي تسوق المباريات الودية والرسمية ، وتجعل الاتحاد يتخلص من موضوع اختيار المنتخبات او مفاتحتها ، لان هذه الشركة تكون هي المسوؤلة عن هذه الامور بوقت مبكر ،وتجعل الاتحاد يتفرغ لامور اخرى بالعمل الاداري.

وبالعودة لموضوع اختيار منتخب روسيا كطرف لمباراة ودية امام منتخبنا في ايام الفيفا دي ، فهو قرار غير صائب ، لان العالم يقاطع روسيا في اغلب التعاملات ، وانه ليس من الضروري اقامة هذه المباراة الودية ، وبامكان اقامة مباراة اخرى مع منتخبات امريكا الجنوبية او اوروبا او منتخبات افريقيا ، وقد تعود بالفائدة الاكثر لنا ، لكننا وضعنا نفسنا بموقف لا نحسد عليه ،وان بعض محترفينا في السويد تعذر عليهم التواجد بالمباراة لان حكوماتهم تمنع سفرهم لروسيا.

اتمنى ان نستفيد من هذه الدورس وان لا نقع في الاخطاء مرة اخرى ، لاسيما وان تعاملنا اصبح مع دول العالم اسهل من قبل في ظل وجود كادر تدريبي اسباني.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *