اجمع العلامة الزمخشري وصاحب اسرار البلاغة ودلائل الاعجاز الامام الجرجاني ان المخاطب في اللغة لا يبغي ايصال معاني الكلمات قدر اهتمام المخاطب بالنظم ، فالنظم اللغوي والذي عرفته المدارس العربية آنفا بالسياق ، يحوي منظومة معقدة من الرموز والدلالات التي تكون ببنيتها الكلية رسالة ذات معنى ، بيد ان النص القرآني اختلف في جوهره وتراكيبه عن بقية الكتب السماوية والادبية والبلاغية بتفرد الاصطلاح الشامل ، والذي يعبر عن معنى خاص ضمن سياق بعينه، وقد يشير الاصطلاح الى معان ٍ اخرى ضمن ذات التركيبات، كجذور للاصطلاحات التي هي جوهر النص ، وكما في قوله: امرأة العزيز تراود فتاها، وتكراره للفظة فتى بقوله: اذ قال موسى لفتاه ، مؤكدا على لفظة فتى لا تعني من كان صغير السن فيوشع بن ذنون كان فتى موسى ولم يك صغيرا قط. وكذلك قوله: الرسول الامي ،وقوله: هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم ، وفي موضع اخر قوله : الدين يتبعون الرسول الامي ، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوارة والانجيل ، ولفظة امي تعني من لم يكن نصرانيا ولا يهوديا ، وهو اصطلاح كان يردده احبار اليهود، وقولهم: ليس علينا في الاميين سبيل ، اي ان اليهود ماكانوا يطلقون ذات الاحكام الذمية في البيع والشراء مع غيرهم من الاميين ، فيبررون سرقتهم كونهم اميين، اي من غير اليهود وغير النصارى ،
وقد تم تداول المصطلح حداثيا على ان الامي هو من لا يجيد القراءة والكتابة، والامر مردود الى المعرفة المنسوبة الى الام كمدرسة حياة اولى، دون سواها من فرص التعليم . وهناك من يقرأ مصطلح مواضع النجوم على انه التنجيم الذي ينهي الآيات في القرآن ، وهو قطع ضروري لاكمال معاني الايات كحدث تام الحدوث ، وكذلك في تناول جنة الشعر ، حيث ينفي القران ان يكون الرسول شاعرا وما به من جنة ، وقد فسر البعض ذلك للحط من قيم الشعر المعرفية ، وعند اكتمال الاحداث يركز القران على فلسفة الكمال في استكمال ما يتقاطع من الاحداث كقوله : تلك عشرة كاملة ، في حين ان الاتمام ياتي لبيان ما يتشابه من الافعال كما في قوله : ثم اتموا الصيام الى الليل .