اثبت فكرة مشاركة اللاعبين المغتربين في تمثيل المنتخبات الوطنية العراقية خلال السنة الحالية نجاحها وبأمتياز ، بعد ان كانت تتلاعب بها امزجة بعض المدربين المحلين الذين يروجون للاعب المحلي من اجل البقاء في مركزه الى ما لا نهاية من اجل الاستفادة منه بطرق ملتوية ، وابعاد العناصر المتميزة والناجحة من العراقيين المحترفين بالدوريات الاوروبية.
البعض يعتقد ان مشاركة اللاعب المغترب والمحترف في الدول الاوروبية بالمنتخبات الوطنية سيقلص من فرص ظهور مواهب او لاعبين محليين متميزين وهي بمثابة حرب معلنة على العناصر المحلية ، ويستغل اصحاب هذا الرأي عواطف الناس ، وهي بعيد عن المنطق والعقل ويوهم الاغلبية بهذه الافكار غير الصحية والتي يؤكد اصحابها بان فرص وارزاق اللاعب المحلي ستنتهي وتزول بوجود اللاعب المغترب المتطور.
لكن الحقيقة مختلفة ومؤلمة في نفس الوقت ، والتي تسهم بها عدة اطراف من ادارة نادي ومدرب ولاعب محلي ، ويتقاسمون هؤلاء الاموال المبالغ بها في شبهات فساد غير معلنة ، والتي تسببت في تراجع مستوى انديتنا ومنتخباتنا الوطنية خلال السنوات الاخيرة وعدم التاهل للمونديال.
الجميع متفق بان بناء اللاعب المغترب في اوروبا او استراليا مثالي ووفق الاسس الصحيحة ، ولا يسمح للاعب بان يتجاوز قوانين الاحتراف ، لذلك تجد اللاعب بعيد عن السهر ويتناول الاكل الصحي ، ويبتعد عن كل ما هو ضار بصحته ، ولا يدخن السكائر او الاراكيل وحريص جدا بان يطبق كل التعليمات ، لذلك نراه في قمة تركيزه ونشاطه وبعمره الحقيقي ، لان الاندية الاوروبية لا تقبل او تسمح بان يتم التلاعب او تزوير الاعمار.
بالمقابل فان اغلب اللاعبين المحليين يتناولون اكل غير صحي ، كسالى بالتدريب ولا يحبون الوحدات التدريبية ويطبقون التمارين بتذمر ، وبعدها يسهرون لساعات الليل الطويلة ويتابعون ما يكتب عنهم في مواقع التواصل الاجتماعي ومستعدين بان يدخلوا بمعارك وحروب مع من ينتقد ادائهم الفني ، بالاضافة الى شربهم للاراكيل والسكائر والممنوعات الاخرى .وبعدها يتباكى هؤلاء اللاعبين المحلين بان فرصتهم تسلب منهم وانهم يستحقون التواجد بالمنتخبات الوطنية ، وهم افضل من اللاعب المغترب لانهم يلعبون بافضل دوريات اسيا وهو الدوري العراقي الذي يعاني من طول مدته وعدم انتظام مبارياته واستمراره لاشهر الصيف الحارة . المصيبة الكبرى بان عدد غير قليل من العاملين بمجال الاعلام الرياضي يصرون على مناصرة اللاعب المحلي ويقفون ضد فكرة استدعاء اللاعب المغترب لان ارزاق اللاعبين المحليين ستقطع وهو تفكير غير منطقي ويدل على جهل اصحابها ومروجيها بان البضاعة الجيدة واللاعب الجيد هو من يفرض نفسه على الآخرين .وهذا الامر يذكرني بحملة دعم المنتوج الوطني وهو واجب على كل فرد من اجل دعم الصناعة الوطنية للتخلص من استيراد هذه المنتجات من دول الجوار ، ولكن المواطن يصاب بخيبة أمل عندما يقارن بين الاثنين من كل النواحي ويشعر بان الصناعة الوطنية مخيبة ولم تتطور او تلبي رغباته بسبب جهل القائمين عليها الذين مازالو يعتمدون على نفس الاساليب القديمة بالانتاج ، عكس المستورد الذي تطور بشكل كبير واصبح مطلوبا في الاسواق . لذلك علينا اعادة النظر في موضوع الصناعة العراقية ، وكذلك صناعة اللاعبين الموهوبين لاننا نملك منجما من ذهب من الموهوبين ، لكننا لا نملك الصائغ الذي يحول هذا الذهب الى حلي تباع بمبالغ كبيرة ، واعني هنا مدربي الفئات العمرية الذين فشلوا بشكل كبير في المرحلة الماضية في صناعة جيل كروي حقيقي ، ومازال دوري الناشئين والشباب غير منتج لانه يغص بالاسماء المزورة .