اربعون سنة مضت من الحروب والابتلاءات قد عانى العراقيون منها ,جعلتهم يفقدون احساسهم بالحياة مما انتج عنهم سلوكيات تختلف عن سلوكيات الدول المستقرة نفسياً ,نلاحظ كثرة الطلاق والقتل العمد ,والفساد الاداري والاخلاقي وقطع صلة الرحم ,والفشل بالحياة وارتباك واضح بالعلاقات الاجتماعية ,قد تغيرت كثيراً عما كانت في السابق .ففي رحلة الحياة قد نتعرَّض لبعض الصدمات وخيبات الأمل، وبعض الابتلاءات التي إن لم نتعامل معها بنفسية المؤمن المطمئن الواثق في حكمة ربِّه، لأصابنا الكثير من الحزن والشجن، هذا الحزن حين يَمتلك القلب ويتحكم فيه، يُضعفه ويستعبده، ويُجرِّده من إحساسه برونق الحياة. على إثر هذا قد يحدُث الاكتئاب، وتظهَر بوادرُ الانعزال عن الناس اجتماعيًّا أو نفسيًّا، وربما يتطور الأمرُ إلى حالة نقص التأثر وفِقدان المشاعر التي تعاني منها أنت حاليًّا، وهي مشاعر نفسية تُصيب البعض عند التعرض لصدمات متكررة مع عدم التعامل معها بشكل سليم, لذلك عليك أن تستعين بالله عز وجل أولًا، وتُدرك أن كل ما أنت فيه بإمكانك التخلص منه بإذن الله إن صدقتَ العزم، وتوكلتَ على ربك، وأخذت بالأسباب، وجاهدتَ للوصول إلى مبتغاك.ان تقدير الجمال يحتاج إلى جهد لكي تتخلق بداخلك هذه الملَكة التي تميزك كإنسان حقيقي حر ذي رؤية ورسالة، عليك أن تربّي إحساسك كأنه ابنك الذي تحرص على أن يكبر ليكون شخصاً ناجحاً جميلاً وسعيداً، أن تعتني به بكل صبر وتمهل وطولة بال ومحبة، عليك أن تظل مسجلاً اسمك في قيد الجمال طوال الوقت، فأنت تقرأ، وتشاهد، وترهف السمع لالتقاط أنغام الكون تعزفها الكائنات والطبيعة ومعجزة الموهبة الإنسانية، وتخالط من تتوق أرواحهم إلى الانعتاق، وحيناً تقف وتتأمل لتسحب نفسك من مستلزمات الحياة اليومية ومتطلبات الروتين الوظيفي والدوائر الضيقة المكتظة وكل أشكال الحياة المادية التي تفرغ الإنسان من أحاسيسه المرهفة الخاصة وتحوله إلى آلة تلهث وتتكاثر وتأكل وتفرغ ما تأكله وتنام وتستيقظ في عملية مكررة تنزع من الإنسان تفرده وجمالية خصوصيته ومعنى حياته، ليصير مجرد رقم ضمن أرقام، تقدير الجماليات ليس رفاهية وترفاً وفراغ شغل، بل هو تشبث بالإحساس بالحياة، وعلى المرء أن يظل قابضاً على إحساسه بالحياة قدر استطاعته. فأنت لا تموت حين يموت جسدك، أنت تموت حين تموت روحك، وما أثقله الجسد حين يعيش طويلاً من دون روح إن الإحساس بالجمال والميل إليه أمر طبيعي متجذر في أعماق النفس البشرية. إن الروح البشرية الطبيعية تميل إلى الجمال ، وتتوق إليه وتصده وتتجنب القبح ، والطبيعة البشرية تنجذب إلى كل ما هو جميل. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن الله جميل يحب الجمال”. إن الشعور بالجمال وحبه ، والاعتناء به واكتساب الأشياء الجميلة ، يمكن أن يقوم به الشخص تلقائيًا عن طريق ذلك الميل الفطري المتجذر في أعماق الروح ، الله سبحانه وتعالى ، الخالق ، الخالق ، الراغب في خلق الجمال. بمختلف أشكالها مصدر رضاء الإنسان وسعادته.

إن استصاغة الجمال حقٌّ مُشاعٌ لكلّ إنسان ، والأكيد أن تذوّق الجمال والتمتع به يختلف بين فرد وآخر ،ومن أمة إلى أخرى ، ومن عصر إلى آخر ، لكنه اختلاف محدود قد يمسّ جانبا من الجوانب ، أو عنصرا من العناصر التي تشكّل القيمة الجمالية.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *