-1-
معظم الآباء اليوم لا يشغل بالهم الاّ النجاحات التي يحققها اولادهم في دراساتهم ولا يجهدون انفسهم في السعي لتنشئتهم نشأة سليمة صالحة بعيدة عن براثن الالتواء والعصيان .
وهذا يعني :
انّ صلاح الاولاد امر منسيٌّ أو مهمل مع أنَّ صلاح الاولاد له آثارُه الكبيرة على الأباء أحياءً وأمواتاً .
انّ الولد الصالح يمكن أنْ يُنقذ اباه من العذاب المرير .
-2-
والمهم أنْ يعي الآباء دورهم ومسؤوليتهم الخطيرة والكبيرة في إعداد الاولاد اعداداً يجعلهم ينخرطون في صفوف المطيعين الصالحين .
وبكل أسف ومرارة نقول :
انّ الكثير مِنَ الآباء لا يملك هذا الصلاح المنشود ، وفاقد الشيء لا يعطيه ..!!
والولد على سر أبيه
-3-
ومن المهم للغاية الوقوف عند الرواية التي رويت عن الرسول (ص) حيث قال :
” مَرَّ عيسى ابن مريم بقبر يعذّبُ صاحبه ،
ثم مَرّ به مِنْ قابل فاذا هو لا يُعذّب فقال :
يا رب :
مررتُ بهذا القبر قبل عام فكان يعذب صاحبه ،
ومررت به هذا العام فاذا هو لا يعذّب ؟
فأوحى الله اليه :
إنّه أدرك له وَلَدٌ صالح فأصلح طريقاً ،
وأوى يتيماً ،
فلهذا غفرتُ له بما فَعَل ابنُه “
هنيئا لمن رزق بالاولاد الصالحين الذين لم تشغلهم الدنيا عن النهوض بممارساتهم الايجابية في ميادين الخير والبر والمعروف والنفع الانساني، فانهم يزينون صحائف اعمالهم بهذه الحسنات والباقيات الصالحات وينفعون بها آباءهم الذين رحلوا عن هذه الدنيا وأصبحوا رهن القبور .
وباختصار شديد :
إنّ الاولاد الصالحين كنوزٌ قد لا تكون مكتشفةً حتى الآن
فلا تفرطوا بها واغــــــنموا الفوز في العاجل والآجل .