انتخابات مجالس المحافظات والتي من المؤمل ان تتم في الثامن عشر من كانون الاول العام الحالي؛ اعتقد سوف تمهد الارضية لمستقبل العراق القادم وتحديدا عند إجراء الانتخابات النيابية؛ والتمهيد يأتي من خلال معرفة الحجم والثقل الجماهيري لكل من التيار الصدري والإطار التنسيقي؛ وانا ارى بصفتي كمراقب للشأن العراقي ؛ انه يتوجب على الطرفين( التيار والاطار) ؛ عليهما ان يتعاملا مع انتخابات مجالس المحافظات من خلال مصلحة الجماهير وليس مصلحة الاحزاب ؛ وهذه قاعدة مهمة جدا؛ وعليهما ان لا يغفلا عنها.
اعتقد التيار الصدري يتميز عن الإطار في بعض الامور وهذه الميزة ليس فقط على مستوى المكون الذي ينتمي اليه؛ بل تميزه حتى عن المكون السياسي السني والمكون السياسي الكردي ؛ حيث يمتاز التيار الصدري انه يمتلك جماهير واسعة متفقة وملتفة حول زعيمها السيد مقتدى الصدر؛ حيث يمثل لها السيد الصدر مرجعية دينية وسياسية وروحية وتعتبره الزعيم الاوحد الواجب الطاعة دون اي نقاش؛ وهذه الميزة واضحة وصريحة وغير قابلة للنقاش حتى عند منافسي وخصوم التيار.
اضف الى ذلك ان قيادات التيار الصدري هي الاخرى موالية بشكل كبير ومطيعة لزعيمها وقائدها وهذه ايضا ميزة للتيار الصدري تميزه عن باقي الكتل والاحزاب السياسية الاخرى.
في المقابل نعم يمتلك الإطار قاعدة جماهيرية كبيرة ؛ ولكن هذه القاعدة الجماهيرية غير موحدة خلف زعيم وقائد واحد؛ بل منقسمة حول عدد من القادة ؛ وهذا أمر يشكل نقطة ضعف بالمقارنة مع التيار الصدري؛ وليس هذا فحسب فان الاطار التنسيقي لم يحسن مرشحيه عند كل دورة انتخابية سواء كانت نيابية او مجالس محافظات ؛ فنجده ( يزج) بشخصيات غير ( شعبية) وبعيدة عن الشارع في الوقت التي يمتلك فيه الإطار شخصيات ( شعبية) ؛ ولكن اصراره على ترشيح نفس الوجوه والشخصيات امر مستغرب جدا ؛ ويجعلنا نتساءل هل قيادات الإطار غير واعية لهذا الامر؟ ام انها واعية ومدركة؟
على العموم اعتقد ان انتخابات مجالس المحافظات سوف تكون القاعدة الاساسية التي من خلالها سوف يتم الانطلاق وتشكيل الحكومة المقبلة ؛ لذلك يتوجب على كل من التيار والاطار ان يستخدم كل منهما ادواته بشكل صحيح ؛ وان لايتم إلقاء اللوم على مفوضية الانتخابات عند اعلان النتائج حيث تهمة التزوير وتدخل بلاسخارت والسفيرة الأمريكية ؛ لانه ليس في كل مرة تسلم الجرة ؛ وهي نصيحة اقدمها خصوصا الى قيادات الإطار.