حوصرتَ ما بينَ الحوافرِ والسَّنابِكْ
ومُنعتَ منعاً مستحيلاً عن شرابِكْ
ووقفتَ منصوراً بوجهِ سيوفِهِمْ
وخيولِهِمْ ودمُ الجهادِ على ثيابِكْ
نزلَتْ ملائكةُ السَّماءِ إلى رحابِكْ
نزلَتْ وقالتْ يا حسينُ السِّبطِ ما بِكْ
قلتَ: استقامةُ دينِنا في محنةٍ
فأمرتَ شرعَ اللهِ أنْ يزهو ببابِكْ
ووقفتَ منتصِباً على أعلى الذُّرى
فزهَتْ جبالُ الأرضِ طُرّاً بانتصابِكْ
الشَّمسُ كانتْ تستعيرُ ضياءَها
مِنْ ناظريكَ أجَلْ وغابتْ في غيابِكْ
والبدرُ نامَ ولم يقمْ مِنْ نومِهِ
أمّا النُّجومُ فقدْ تماهَتْ في ركابِكْ
إنَّ الجلودَ لَتقشعرُّ وإنَّني
أبكيك شِعراً راحَ يهطلُ في شعابِكْ
ولسوف أبقى ما حييتُ مع النَّدى
أبكي كما يبكي التُّرابُ على شبابِكْ