-1-

حين سأل الامامُ الحسينُ (ع) الفرزدَق عن الناس في العراق قال له:

” قلوبهم معك

وسيوفهم عليك “

وهذه هي الازدواجية المقيتة بعينها ، والاّ فلماذا لا يكون الموقف متناغما مع ما ينبض به القلب من حُبّ ؟

-2-

وجاء أحد جلاوزة المعسكر الأموي الى طفلة من أطفال الحسين وانتزع منها قرطها وهو يبكي

فقالت له :

عَلامَ بكاؤك ؟

فقال :

أنا أبكي لأنك ابنةُ الحسين .

فقالت :

ولماذا تَسْلبُني ؟

قال :

أخشى أنْ يأتي غيري ويسلبك ..!!

بهذه الدناءة والخسة يجيب الجلواز الحقير صاحب الازدواجية البغيضة .

-3-

والكثير من أدعياء حُبّ الامام الحسين (ع) والمتظاهرين بالحزن عليه والمشاركين في مراسم عزائه يتسمون بالازدواجية أيضا

قال لي أحد الأحبة – وقد انفصل عن زوجته التي اخذت وَلَدَيْه معها -:

لقد رايتُ ابني وهو يشارك في مسيرة حسينية في لندن في ذكرى عاشوراء هذا العام فتقدمت لاتحدث معه فاتجهت أمُّه الى الشرطة لتمنعني من الحديث معه .

وهكذا كان

والسؤال الآن :

هل يرضى الامام الحسين (ع) بأنْ تمنع الام ولدها من الحديث مع ابيه ؟

وهل يرضى أنْ تلجأ الى الشرطة لتمنع الوالد من الحديث مع ولده ؟

-4-

والشواهد والأمثلة على الازدواجية الرهيبة لا تُعد ولا تحصى، وهي واضحة جلية في مساراتنا الحياتية، الاّ مَنْ عصمه اللهُ من الصفوة النادرة .

-5-

ومن المهم للغاية تنقية الاجواء من المفارقات المغموسة بالازدواجية ليصح الانتساب الى مدرسة الامام الحسين (ع)، تلك المدرسة الشامخة التي تقوم على أساس الصدق في العمل والقول في ميدان المواجهة لكل التحديات التي تواجهها الرسالة، والمخططات التي يرسمها اعداء الاسلام لديننا العظيم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *