أن هذه الأفعال التي استهدفت الإساءة إلى كتاب الله الكريم والى الرموز الاسلاميه ورمزية العلم الوطني في السويد والدنمارك تتم بحماية من الشرطة تحت ذريعة حرية التعبير والقيام بتنفيذها ونشرها بعد الحصول على ترخيص. فقد كشفت تقارير إخبارية أن الزنيم وشيطان العصر سبق له أن طلب ترخيصا من السلطات السويدية حيث أعطت المحكمة الإدارية في ستوكهولم الموافقه وسمحت لهذا الشيطان الزنيم بالأمر بحرق القرآن بدعوى أن قرارها وفق قانون حرية الرأي…
ونحن لو رجعنا إلى عقد التسعينات من القرن الماضي عندما رسمت الفنانه التشكيليه الراحلة ليلى العطار صورة للرئيس الأمريكي بوش وفترشت بها أرضية فندق الرشيد انذلك لسحقها بالأقدام وهنا فهي ناهضت شخص واحد هو بوش مجرم الانسانيه لا كما فعل هذا الزنيم باستفزاز مليارين من مسلمي العالم ، فقد تم توجيه صاروخ إلى دار الفنانه ليلى العطار وقتلها في غرفة نومها فلماذا لا تحترم أمريكا والغرب حرية التعبير كما يزعمون.
حيث نرى الامر واضح انها ليست حرية تعبير بل هي ((مؤامرة وتدبير)) من قبل السلطات السويديةوالدنمتركيه والغربيه ، لارتكاب أفعال تتعارض مع القانون الدولي وتتناقض مع جوهر الإعلانات والاتفاقيات والقرارات الدولية، بل إنها بمواقفها الداعية إلى احترام حرية التعبير على حساب حقوق الآخر، تساهم في دعم وحماية مروجي خطاب الكراهية، وتشجع على إشعال نار الفتنة والأحقاد، وتستفز مشاعر ملايين بل مليارين من المسلمين عبر العالم، بل الأخطر من كل ذلك أنها تتيح الفرصة للمتطرفين والإرهابيين للعودة لأفعالهم التخريبية ضد مقدسات المسلمين ورموزهم الدينيه ورمزية علمهم الوطني ، وبالتالي يتم نسف الجهود الدولية الهادفة إلى القضاء على مسببات العنف والتطرف والإرهاب.
أن حقوق المسلمين في هذه الدول -بالنظر لغيرهم من مواطني الديانات الأخرى- لا زالت محل نظر! حيث طالب السيد مقتدى الصدر أعزه الله عبر تغريتده بتجريم الإعتداء على مقدسات المسلمين ووصف ذلك بالعمل الارهابي إظهارًا لاعتزاز المسلمين بكتابهم ومقدّساتهم ورمزهم الوطني.
تجريم الاعتداء
ونحن نعرف كفرض عين ان الله تعالى ناصر المسلمين وحافظا لكتابه الكريم ووفق الاية الكريمة من سورة الحجر الاية التاسعة.
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)
وتجدر الاشارة انه يجب التذكير أن الإساءة إلى مشاعر المسلمين واستفزازهم لم تقتصر فقط على حرق المصحف الكريم، فقد سبقها نشر رسوم كاريكاتورية حول الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم كانت بدايتها مع جريدة جيلا ندربوستن الدانماركية في سنة 2005 ثم بعد ذلك تم إخراج أفلام مسيئة لشخصية الرسول الكريم، وقامت حركة “أوقفوا أسلمة الدانمارك” بتنظيم معرض رسوم كاريكاتيرية مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالعاصمة الدانماركية كوبنهاغن، كما أعلن اتحاد معلمي التربية الدينية في الدانمارك عن رغبته في إدراج الرسوم الساخرة عن المقدسات الدينية، ومنها الرسوم الكاريكاتورية عن الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، في مناهج التعليم. وتواصلت هذه الإساءات من خلال المواظبة على إعادة نشر هذه الرسوم في جريدة “شارلي إيبدو” الفرنسية وما أثارته من ردود عنيفة تراوحت بين القتل والتصفية والتنديد السلمي وأجمعت المؤسسات السياسية والثقافية والدينية في العالم الإسلامي على أن نشر الرسوم الكاريكاتورية هو تصرف عنصري غير أخلاقي يراد منه استفزاز مشاعر المسلمين، ولا يسهم في تعزيز الجهود الدولية المبذولة من أجل نشر قيم الحوار بين الثقافات، واحترام التنوع الثقافي والأديان والتعايش بين أتباعها، بل يشجع على الكراهية والعنصرية.
يتضح من هذا الجرد الزمني لأحداث حرق المصحف الكريم أن هناك جهات متطرفة تمعن في استفزاز مشاعر المسلمين، ولا تحترم الرموز الدينية، ولا تعير أي اعتبار للإعلانات والاتفاقيات الدولية الداعية إلى عدم الإساءة للأديان والحد من خطاب الكراهية والدعوة إلى الحوار والوئام والتسامح والتعايش بين أتباع الأديان واحترام التعددية الدينية والتنوع الثقافي للأقليات الدينية في كل بقاع العالم.