في وضع يعيشه العراق تأخذ العشائر دورا كبيرا وتأثيرا واضحا على الصعيد الاجتماعي والسياسي وحتى القانوني. ان للعرف العشائري سطوة في حياة الناس ونتيجة لهذه السطوة يظهر تخوف الفرد من القيام باي عمل خوفا من الوقوع في مصيدة الحق العشائري بيد من لا يخشى الله في الناس. ما دعاني للحديث عن ذلك هو المشهد الى رايته امامي ذات مرة، حين اصطدم قطار بسيارة صغيرة كانت تريد العبور بسرعة في احد التقاطعات وكانت النتيجة اصابة ركاب السيارة بجروح بليغة. سابقا كان التقاطع بعوارض حديدية وموظف لإيقاف السير عند مرور القطار اما الان فقد اختفى الاثنان وهذا تتحمله الدولة طبعا. توقف القطار وكان من ضمن الركاب رجال امن فطلبنا منهم نقل المصابين الى المستشفى كونهم جهة امنية ولكنهم رفضوا خوفا من الحق العشائري. بقي المصابان ينزفان برهة من الزمن والوقت يمر بسرعة وحالتهم تزداد سوءا حتى جاء احد الاشخاص فقال سأنقلهم في سيارتي ولكن اريدكم ان تشهدوا لي امام الشرطة انني بريء مما حل فيهم . فانطلق بهم مسرعا فما كان لنا الا ان نلحق به الى المستشفى لنكون شهودا على براءته مما حل فيهم امام الشرطة، الذين يتربصون باي منقذ على هذا الحال. كان للعرف العشائري سطوة تمنع المارة من ان يفكروا ولو للحظة ان ينقذوا حياة المصابين ولا اعرف ما الغاية من وراء ذلك والارواح تزهق بالمئات نتيجة تأخر الانقاذ بسبب التخوف من الملاحقة العشائرية ودفع ثمن الخير الذي يصنعه الانسان. لابد ان يكون هناك تناغم بين الجانب العشائري والجانب القانوني لحفظ حياة الناس لا ان يكونا سببا لإزهاق ارواح الناس بسبب بعض الجهلة او المحسوبين على العشيرة الفلانية والذي يعتاشون على فتات المصائب.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *