-1-
روي عن الرسول الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال :
« انّ الله عز وجل خلق آدم على صورته «
واشتط بعضهم حين أرجع الضمير في صورته الى الله سبحانه وهذا ما لا يسوغ ولا يجوز، وغاب عنهم الفهم الصحيح الذي أوضحه الامام الرضا (عليه السلام) حِينَ أبلغه الحسين بن خالد ما قاله الواهمون قائلا :
يا ابن رسول الله :
«انّ الله عزوجل خلق آدم على صورته « ؟
فقال الامام الرضا (عليه السلام) :
« قاتَلَهم الله
لقد حذفوا أولَ الحديث ،
انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) مرّ برجلين يتسابان فسمع احدهما يقول لصاحبه :
قبّحَ اللهُ وجهَكَ ووجهَ مَنْ يُشبِهُك
فقال (صلى الله عليه واله وسلم) له :
يا عبد الله :
لا تقل هذا لأخيك ،
فانّ الله عز وجل خلق آدم على صورته، اي أنّ الله خلق آدم على صورة الانسان وجعل وجهه كوجهه ، فلا يسوّغ لأحد ان يقول لغيره :
قبّح الله وجهك ،
ان الله سبحانه ليس كمِثله شيء ،
ولا يشبهه شيءٌ مِنْ خَلْقِهِ
قال تعالى في القران الكريم :
( ليس كمثله شيء )
الشورى /11
انّ الائمة الهداة مِنْ اهل البيت (عليهم السلام) هم المحيطون بحقائق القرآن، وأحاديث جدهم المصطفى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، واليهم المفزع في كل المعضلات والمشكلات سواء كانت دينية او دنيوية.
وقد سعى ائمة الجور والطغيان، – وبكل ما يملكون من وسائل شيطانية- الى حجبهم عن مقاماتهم السامية فتخبط مَنْ تخبط ،ووقع من وقع في مستنقعات الجهل .
وجميل هنا ان نذكر قصة (ابي نؤاس) مع الامام الرضا (عليه السلام) حين رآه راكبا على بغلة له فدنا منه وقال :
يا ابن رسول الله :
قد قلتُ فيك أبياتا فأحب أنْ تسمعها مني :
قال (عليه السلام) :
هات
فأنشأ يقول :
مطهرون نَقِياتٌ ثيابُهُم
تجرى الصلاةُ عليهم أينما ذُكِروا
منْ لم يكن علوياً حين تنسبُه
فما لَهُ في قديمِ الدهرِ مفتخرُ
فاللهُ لمّا برا خلقاً فأتْقَنَهُ
صفّاكُمُ واصطفاكُمْ ايها البشرُ
فأنتمُ الملأُ الأعلى وعندكُمُ
عِلْمُ الكتابِ وما جاءتْ به السورُ
فأثنى عليه الأمام (عليه السلام) وأكرمه بجائزة سنيّة .