تأتي التجربة خائبة بعكس الدعاية اما لعقل معد للتصديق او لغش المعلن، و قسم من الغش ينسحب على الدعاية للذات او يقع من اخرين او فرد على فرد او اخرين، ولك/ كِ ان تتذكر كم دعاية مغشوشة قادتك للشراء و كم دعاية غشتك في إنسان و لربما كنت انت نفسك صانعا او ناقلا للدعاية.
“الخبز لم يرتفع خلال الحرب مع العراق عليك ان تتنحى ليدير البلد من هو اقدر منك” قائل الكلام المترجم من الفارسيةهو مسيح مهاجري احد اطول الصحفيين الإيرانيين عملا في صحافة الثورة(انقلاب إسلامى) و المطلوب استقالته هو إبراهيم رئيسي.
الدعاية في إيران و كل الكتلة الجغرافية و البشرية الشبيهة بالمجتمع الإيراني لها وقعها في النفس، فكرتها بسيطة و كلماتها مرصوصة، أنا اتحدث عن مجتمعات خلقت آلهة و أديانا ثم باعتها للإنسانية مرة بمال و مرة بخيال.
ليست القضية ان مهاجري ربما يكون مسنودا من مرشد الثورة وأنه روحاني الهوى، بل القضية كلها و أيا تكن الحملات التي ستثار ضد مهاجري هو انه يرصد و يتـــــــكلم بمعرفة و تجرد و فصل لهموم الناس دون خشية  و لا مجاملة او طرح مصالح الناس أسفل حذاء الدعاية التعبوية.إبراهيم رئيسي لم يحرم من مدافعين و من صحيفة تتبع أيضا مكتب المرشد، فمسيح مهاجري يرأس تحرير جريدة جمهورى إسلامى وهي و جريدتا جيهان و اطلاعات يتبعن مكتب القائد، لكن قضية الرد على مهاجري عبر جريدة كيهان استبقه مهاجري بتوقع مهاجمته بالقول ان ظاهرة نقد النظام تجلب على صاحبها تهمة الارتماء بحضن المشروع الأمريكي، فما كان من كيهان الا ان ردت ردا مزعجا لا منتجا مذكرة مهاجري بعدم انتقاده لسياسات حسن روحاني، وأنا لا املك الا ان افهم ان كيهان بهذا الرد لم تفند عدم صـــــــحة ادعاء مهاجري عن الخبز مرتفع السعر، بل ذهبت لتعيّر مهاجري بصمت قديم!.
انظمة ثورية
ذكرتني كيهان و أسلوب دعايتها بما كان من موسى صبري يوم أخذ يهاجم محمد حسنين هيكل مع فارق الشخصيات، لكن التشابه واضح، فعندما تخدم في الأنظمة الثورية و مع تبدل الزعامات، يبرز هدف عند الزعيم الجديد ينحصر في تقديم حاضره بأوسع و أفضل و ادق من ماضي سلفه، وهنا قد يمنح الزعيم موافقات ضمنية لحملات ومنها في الصحافة لطرف يخدمه عبر مهاجمة من هم تحت قيادته، لكن هذا لا يمنع وجود ثوريين حقيقيين ربمامثاليين إلى درجة بعيدة، بعيدة في حسابات اصحاب المصالح الفئوية المترفة لا اصحاب المبادئ الثورية.الحديث في الثورات و الثوار حديث ليس هينا و يحتاج للجرح و التعديل، وفي الثورات كثير من المرتزقة، جلبهم وهم كثر أفضل من تحويلهم لأعداء.مهاجري كان قبل الان قد شخص بذكاء فشل ثوار في قيادات دولته إنهاء او تقليص اعداد الفقراء قياسا بأرتفاع ارصدة القائمين على مؤسسات الإغاثة.لم يركن مسيح مهاجري للدعاية الثورية الفارغة التي تقضي على شرعية الثورة عبر الكذب و التبجيل و الإنكار للواقع السيء، ولذا فقد تجرأ سابقا و قال ان نظامنا سقط اخلاقيا، فمهاجري يدرك بوضوح و واقعية ان النظام- أي نظام -لا قيمة لوجوده فضلا عن استمراره ان لم يكن أداؤه أفضل من النظام الذي يدعي انه اسقطه، وهنا فكلام مهاجري لرئيسي ليس دعاية مسمومة كما قالت الجريدة التي كلفت او تطوعت لمهاجمته بل ليس دعاية أصلا، بل هو نقد للنظام و لطريقة تفكيره و عمله، فيما رد جريدة كيهان عليه فليس اكثر من إساءة وغش دعاية سيعاني منها رئيسي الذي ربما ارتاح لوجود مدافع عنه رمى التراب بوجه من يرى الخبز اوجب و اكثر حاجة للإنسان من حكم رجل ليس على مستوى الحدث.تحرك مسيح مهاجري- حتى قبل ان يصاب بجروح خطرة في انفجار طهران الشهير الذي هدم مقر حزب الجمهورية الإسلامية- ليكون ضمن التيار المحافظ لكن ذلك لم يخرسه عن هرطقات محافظين يجهّلون العامة، فقد وصف تصريحات كاظم صديقي الذي ابتدع قصة إفاقة رجل دين من موته لينظر للواقفين على تغسيله بحنو، بجملة يصعب ان تصدر من معمم رسمي :ان العتب ليس على صديقي بل على مدراء إعلام يسمحون بنشر السخف.ان تكون رجل دولة امر يفهمه من هو مثل مهاجري، وان تكون هدفا و ناقلا للدعاية و منها السياسية المخلوطة بالتاريخ و الأزياء المبجلة و الألقاب الشريفة و رعاياك بلا خبز امر يفهمه مهاجري أيضا و يحاربه، لكن خصومه الذين لا يقل عددهم عن عدد الجماعة في العراق ليسوا رجال دولة وربما ليسوا رجالا أصلا او بالاكتساب.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *