ان جوهر مهمة الثقافة هو التصدي لأي انحراف اجتماعي او سياسي او اخلاقي ‘
خاصة عندما يكون هناك تطبيع علني للتفاهة وللانحراف والتشوه والتصدي للظواهر الشاذة والمنحطة وهذه لا تقل خطورة عن التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين المنكوبة ارضا وشعبا. وبعد ان اصبح الوطن ارضا خصبة للاحتيال المالي والسياسي جاء الاحتيال الثقافي وهو الاخطر .( كتبت قبل فترة مجلة فرانشيفالو الفرنسية عن اشهر عشرة نصابين في العالم فظهر ان العراق هو الفائز الاول في النصب والاحتيال ‘كيف حصل هذا ؟ اذهب اقرأ الخبر ). بعض اصحاب المنشورات يروجون لأنفسهم بطريقة رخيصة ويريدون ان يتاجروا بقضايا الامة كما تعودوا ان يتاجروا بالقضايا الوطنية تحت مسميات وعناوين مزيفة. هم لا يتوقعون ان يرد عليهم احد لانهم يضعون شعارات عريضة ومبهرة للتغطية ولديهم ترسانة كبيرة من العناوين العريضة ( التي يستخدمونها لكل من يتصدى لهم من قبيل _ انهم تعرضوا للتسقيط على اعتبار انهم اصحاب مشروع وطن طن طن طني ) مع وثائق مزورة عن كونهم مضطهدين من النظام السابق في حين وحسب اعترافات قسم منهم كانوا يعملون في مؤسسات النظام السابق. وبعد ان اصبح السوق مفتوح لكل انواع التجارة لم يجدوا (هؤلاء الذين يطلقون على انفسهم ادباء ) سوى ان يسوقوا جوائز ادبية وثقافية بيافطات مكررة حول الدفاع عن حقوق الانسان والقيم والمبادىء ومن هذا البلف الذي لم يعد ينطلي على الناس بما فيهم البسطاء. يرى هؤلاء الواقع من خلال منظور صاحب دكان او بقالية او صالون حلاقة . اذا كان هؤلاء ( الادباء العباقرة ) لايقراؤن الا نشرات الاخبار ولا يتابعون البحوث والكتابات الرصينة ويدعون انهم يعرفون كل شي وهم لا يعرفون حتى انفسهم ويعانون من الفزع من اي جملة او عبارة او نص لا يعجبهم. كيف لهم وهم على هذا الحال ان يقودوا جمعيات ومهرجانات ومؤتمرات قمة هههه ثقافية او ادبية.السؤال هنا كيف استطاع ( مثل هؤلاء المنتحلون والاميون والادعياء )من خداع نخبة كاملة على انهم ( ادباء وكتاب وشعراء ونقاد )هؤلاء يتسترون على تاريخ حافل بالغموض والريبة. ينظمون ندوات ومؤتمرات ويدعون لها رهط من اصدقائهم ومعارفهم واقربائهم ويلتقطون الصور ويوزعونها ‘ هم من يقومون بكتابة الدعوات ويأتون بالبعض ممن يكتبون عنهم برياء واضح مما القت هذه التصرفات حول مصداقيتهم ومصداقية ما يدعونه او يقومون به . هل يمثل هؤلاء ( الذين يطلقون على انفسهم ادباء ) الصورة الثقافية للعراق ؟ لم نسلم من الاحتيال السياسي حتى جاء الاحتيال الثقافي وهو ظاهرة خطيرة لانه يضرب بالصميم ضمير المجتمع ووعي الناس وخلف كل نصاب ثقافي هناك حفنة ممن يكتبون له ويروجون له . عندما يكون مثل هؤلاء صورة للوطن فكيف ستكون صورة هذا الوطن ومستقبله ( مستقبل التـنكَـه جحـف ).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *