مما لاشك فيه ان اي دراسة مقارنة في تاريخ الدين الإسلامي منذ نشأته ولغاية الآن لابد أن تمر بالمراحل الزمنية التي عاصرت تلك الفترات ولابد من الأخذ بنظر الإعتبار ظروف نشأة الإسلام والتفريق بين العقيدة الإلهية التي أنزلها الله بكتابه الحكيم وبين الظروف الاجتماعية والبيئية والمناخية التي ولد بها الإسلام المحمدي فليس من الحكمة أن يكون شكل اللباس وهيئة الملابس واغطية الرأس وما يلبس في القدم وما يؤكل ويشرب وما يستخدم في الحياة في تلك الحقبة هو من عقيدة الإسلام ولذلك لاتجد في كتاب الله اية إشارة إلى ذلك فكتاب الله مرسل من حكيم عزيز هو الذي خلق التطور والتطور والتغيير سر وروح ديمومة الحياة والتغيير صفة شاملة عامة غالبة مطلقة لكل ماهو مخلوق والثبات والأحدية من صفات الخالق متميز متفرد بها هو فقط لايشاركه أحد فيها ولما كان التغيير لازمة لكل ماهو مخلوق فحياة الصحابة والتابعين وظروف معيشتهم وطريقة واسلوب تفكيرهم لايمكن أن يصلح لبقية الأزمان والعصور اللاحقة ولهذا تطور أسلوب الحياة والتفكير في العهد الأموي والعباسي وظهرت مدارس وأساليب جديدة في حينها وظهرت الاشعرية والمارتيدية والمعتزلة ومدارس علم الكلام وأصول الفقه ومدرسة الاحاديث النبوية ولاحقا علماء الكلام وتناقضاتهم بين الرازي وبن سينا وبن رشد من طرف والغزالي وفريقه من جهة ثانية وكل هذه الصراعات والنتاجات الفكرية التي كان يحكمها ويسير دفتها وينصر فئة على أخرى ويرجح كفة فريق على آخر قرب تلك الفئة وبعدها عن الحاكم في حينه ، فتارة يجلد بن حنبل وتارة يكرم ويقرب من النظام الحاكم وتارة يقرب المعتزلة وأخرى يقصون ويحاربون ، ونتيجة لتوسع الدولة واحتكاكها بالثقافات الأخرى برزت مفاهيم ودراسات لم تكن موجودة في مجتمع المدينة المنورة في أوائل تكوين نشأة الإسلام كذلك برزت انظمة حكم لم تكن معروفة سابقا ومنها نظام الملكية والتوريث العائلي واحتاجت هذه الأنظمة الى دعم فكري عقائدي من المجتمع الإسلامي يفلسف سيطرتهم على الحكم ويشرعن وجودهم إسلاميا فظهر اشتقاق غريب وعجيب من مفهوم القضاء والقدر وهو إن ظهور هذه الطبقة الحاكمة وسيطرتها هو من قضاء الله وقدره وماكتبه الله في اللوح المحفوظ والعجب كيف استقرت هذه المفاهيم وكيف لم يعترض عليها العقل الإسلامي في حينه مع إنها مخالفة ومتعاكسة بالمطلق مع بيئة المدينة المنورة ولابد أن يكون للسيف والذهب دورا فاعلا في تثبيت هذه المفاهيم وديمومتها ، وعندما تسحق أسرة معينة أسرة حاكمة أخرى وتتربع على عرش الإمارة لاتلغي تلك المفاهيم بل تعتمد عليها في تأسيس حكم السلالة الجديدة ومن غرائب الأمور تم شرعنة مفهوم الحاكم المتغلب الذي يقفز على السلطة بقوة السلاح ويسفك الدماء ويفني من سبقه افناء ماحق والطامة الكبرى أن الفقهاء اعتبروا وأفتوا بلزومية طاعة الحاكم المتغلب ، والخروج عليه خروج على الإسلام وهكذا دواليك من الامبراطورية الاموية الى العباسية الى دول المغول والتتار والعثمانيين والصفويين حتى وصل الأمر الى الاحتلالات البريطانية والفرنسية بوضعهم حكام مسلمين بالشكل والنسب واصبحت طاعتهم واجبة  ،المحزن المبكي الذي يشق القلب نصفين ان كل أولئك المنظرين لتلك الافكار البعيدة كل البعد عن مفهوم وجوهر الإسلام اخترعوا أحاديث ونسبوها للرسول الكريم تدعم تسلط الحاكم وترسخ ديمومة منظومة الظلم ومنها اطع الحاكم ولو جلد ظهرك ولو نهب مالك طبعا استبدلت كلمة أخذ  بكلمة نهب لأن أخذ مرققه ومؤنقة ، ايعقل هذا والخالق وضع الظلم بمرتبة الشرك وهما أقصى ماحرم الله وكل الكتب السماوية محورها الرئيسي حول الظلم وقوة تحريمه، نعود الى مابدأنا به التطور والبحث عن مفاهيم جديدة ورؤى إسلامية للعصر للحديث ضرورة ومبدأ فطري فطره عز وجل وأسس بموجبه نظام الحياة ، ولازلنا نعيش في فترة الامويين والعباسيين وما انتجه رواد المذاهب في تلك الحقب الذين أحلوا لأنفسهم التفكير والقياس والمنطق والاشتقاق والاستنباط وحرموه علينا وإلا كيف يعقل أن تبقى البيضة ملقحة في رحم المرأة اربع سنوات او ثلاث أو اكثر في حالة غياب الزوج أو فقدانه ألم يقرأوا كتاب الله بتمعن وهم من هم والذي لا يصدق فليرجع الى الفتاوى في كتب الفقه التراثية ولمختلف المدارس المتطاحنة فيما بينها والله من وراء القصد.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *