-1-
هناك نصوص كثيرة غصّت بها كتب الأدب ،وهي في غاية الروعة والجمال ، ولا يشوبها عيب الاّ خلوها من أسماء أصحابها .
-2-
وتنسب الكثير من تلك النصوص الجميلة الى الأعراب ..!!
فهل هي الجهالة لأسماء أصحابها حقّاً أم أنها وُضعت مِنْ قِبلَ بعض الظرفاء ونسبت الى المجهولين ؟
-3-
ونحن لا نستبعد الوضع في كثير من المرويات الأدبية الجميلة .
وبها فرض مَنْ وضعها النص على الآخرين فراراً من إعراضهم عنها في ما لو صرّح بنسبتها الى نفسه، للمنافسة الشديدة التي تصل الى حد الخصومة بين بعض المتنافسين من أصحاب الصَفْة الواحدة .
-4-
لمستْ أحدى الفتيات كَفَّ أبيها فألفتها خشناء فقالت :
هذهِ كفُّ أبي خَشَّنَها
ضَرْبُ مِسحاةٍ ونَقْلٍ بالزبيلْ
والمهم هنا :
الانسيابية والبساطة في التعبير ، وامتلاك القدرة الشعرية في وسط (فلاّحي) بعيد عن كل ألوان الحراك الأدبي والثقافي ..!!
وما كان من الأب الاّ أن أجاب ابنَتَه قائلا :
وَيْكِ لا تستنكري مَسَّ يدي
ليس مَنْ كَدَّ لِعزٍّ بِذَليلْ
انما الذلةْ أنْ يمشي الفتى
ساحبَ الذيل الى باب البَخيلْ
والجواب في غاية الصواب .
فالعز في خشونة اليد الكادحة من أجل تأمين الاحتياجات بالعمل الشريف بعيداً عن ذل التسكع على أبواب هذا البخيل أو ذاك .
-5-
ومِثْل هذه النصوص يستحسن أنْ تكونَ موضعَ التداول بين الناس لِمَا تتضمنه من التشجيع والحض على الانطلاق لميادين العمل الذي يورث العز ويطرد الذل .
كما انها تضع ابناءنا وبناتنا المعاصرين أَمامَ ما ينتظرهم من مبادرات لارهاف حسهم الأدبي والثقافي بعد أنْ ضعفت المناسيب للأسف الشديد .
وهنا تكمن ايجابيات الإثارة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *