على مدى اكثر من ثماني عشرة سنة والعراق في وضع حرج جداً اذ لايزال يراوح في مكانه بخلاف دول العالم التي تتقدم يوميا خطى سريعة الى ألامام بفضل الإهتمام بالعلم والترقي فيه الى ما يُذْهل العقل , والسلوك الحضاري المؤثر والملفت للنظر إن الحكومات التي تقود هذه الدول لم تغدر بالمواطنين , بل ظلت متواصلة وغير منقطعة عنهم لا في الرخاء ولا في الشدة , وعلى هذا الأساس أوفت بعهودها والتزاماتها اتجاههم تكريماً لأصواتهم التي انابتهم تولي أمر تلك البلدان , وبإختصار فأن الرئيس والوزير ورجل البرلمان فنزولاً في الدول المجاورة لنا وغير المجاورة كلّهم وطَّنوا انفسهم على خدمة شعوبهم وايجاد وسائل للعيش الكريم ترفع من قَدْرهم وتضمن لهم الكرامة التي هي أهم غرض يستقتل الإنسان المقيم هناك من اجل بلوغه لتكون له قيمة واحترام وتعامل بطريقة أخلاقية لأنه دون هذه المعادلة يعامل كإنسان حقير ذليل مهان على نحو ما يوضح ذلك خير توضيح قول الشاعر :
إذا ما عَلا المَرْءُ رامَ العُلا
وَيَقْنَعُ بالدِّونِ مَنْ كان دونا
ولم تقف الحكومات عند هذه المهمة النبيلة المتعلقة برزق الإنسان وحقوقه واحتياجاته فقد مضت نحو تحرير العقول وبناء الإنسان اعتماداً على خطط تستند الى مفاهيم وطنية صِرْفة لترسيخ كل المعاني الوطنية التي ترفع من همة الإنسان ومعنــــوياته وتُفْرده لــــــــتلبية نداء الوطن أيام المحن فضلاً ؛ عن ذلك اتسعت لتشجيع كل مؤسسات العــــــــــلم والمعرفة وتقديم الدعم التام للعلماء والمفكرين والمبدعين بما ينسجم ومقتضيات المصلحة الوطنية العليا .
وأيَّة سياسة إذا لم تراعِ هذه المعايير وتتحدث بمنطق الدولة فهي سياسة فاشلة وعاجزة أن تنتقل بالبلاد الى مرحلة جديدة ينبغي أن يعلوها الأمن والعدل والتطور في حين السياسة في العراق غيبت المشاريع الوطنية وعكفت على تحويل العراق الى دولة فاشلة في اعراف السياسة الدولية بلا مقومات واهداف ، واكتفت في المقابل من المهنية التحدث بمنطق الطوائف لذلك الحقت هذه السياسة المتطرفة والأجواء السياسية المحمومة اضراراً بليغة بالشعب ولم تقدم له ما ينبغي أن تقدمه ، ولعدم مصداقية هذا النوع من السياسة الدخيلة فيوم عَقِبَ يوم بدأ دجلها يستبين وينكشف للشعب.
فمنذ اليــوم الأول من مجيء الأمريكان بالسياسيين الى حكم العراق حتى ايامنا الحاضرة لم يكـــــن لديهم أيَّة فضيلة اعتز بها الشعب , بل أخذوا الشعب بألســنتهم فتارةً أوعدوا العراقيين ببناء العراق من جميع النواحي وتارةً أخرى تحسين الأوضاع الإقتصادية لأهل العراق ولكن أخلفوا وحالوا عن العهود وقد أثبت الواقع عكس ذلك لأن ما وعدت به احزاب العملية السياسية من شيء اليوم لم تفعله في المستقبل طبقاً لما قال الشاعر :
وأخلفوكَ عِدَ  الأمرِ الذي وَعدوا
وبالنتيجة أن هذا البشر الذي استولى على العراق سيذهب في غير شيء لافي عمل دنيا ولا في عمل آخرة , وبناءً على ما تقدم من توصيف للخراب السياسي فالآن الوضع في العراق لا يحتمل اكثر من ذلك لذا اصبح من الأنسب للقوى السياسية وتحديداً الأحزاب الطائفية منها مغادرة العراق حفـــــــظاً لماء الوجه وتركه لأهله الحقيقيين الخُلَّص الذين هم أجدر بحكمه وأما الحديـــــــث المتكــــــــرر بخصوص الإصلاح فات أوانه لأن المفسد الطائفي المُمْتَحن من المستحيل أن يعالج بلداً مريضاً كان هو السبب في تدميره وضياع معالم الدولــــــة وايصاله الى هـــــذا الحــــال المؤلم جداً

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *