انتخابات لبنان تستنسخ نتائج انتخابات العراق على طريق انهاء النفوذ الايراني وتعقيد المشهد الداخلي الانتخابات اللبنانية.. حزب الله وحلفاؤه يخسرون الأغلبية النيابية وتقدم لحزب القوات وممثلي المجتمع المدني (او المستقلون)؟
بعد ان تمكنت امريكا بمعاونة من ايران في (لبننة) الوضع السياسي في العراق ونقلت الصيغة الطائفية السياسية اللبنانية الى العراق، ابتداء بتشكيل مجلس الحكم المنحل وفق التقسيم الطائفي، فقد جاءت نتائج الانتخابات اللبنانية يوم 15 آيار الجاري لتظهر ان انتخابات لبنان 2022 هي (استنساخ) و (عرقنة) لنتائج انتخابات العراق  2021وقارب المزاجين العراقي واللبناني.
تماما كما خسرت الكتل الشيعية الحاكمة والنافذة في العراق انتخابات  2021/10/10وهي الكتل المؤلفة من دولة القانون وكتلة فتح والعصائب وكتلة الحكمة لعمار الحكيم، وبرزت كتلة ناشئة هي كتلة المستقلين (كتلة تشرين) ، كما تحالفت القوى السنية البارزة (الحلبوسي والخنجر) مع الكردستاني والتيار الصدري صاحب الاغلبية الاكبر، فقد اظهرت نتائج انتخابات يوم  2015/5/15في لبنان نتائج صادمة للنفوذ الايراني فقد خسر حزب الله وحلفاؤه الشيعة (أمل) الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وفق ما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات التي أعلنها وزير الداخلية بسام المولوي الثلاثاء.
النتائج الرسمية النهائية للانتخابات البرلمانية في لبنان، أظهرت حصول حزب القوات اللبنانية على 20 مقعدا، والتيار الوطني الحر على 18 مقعدا، كما حصل حزب الله وحركة أمل على 31 مقعدا في البرلمان اللبناني. وأظهرت النتائج أيضا حصول كل من الحزب التقدمي الاشتراكي على 9 مقاعد، ولوائح المستقلين أو المجتمع المدني على 13 مقعدا، وحزب الكتائب على 4 مقاعد، وكل من حزب الطاشناق وتيار المردة على مقعدين لكل منهما.
وبالتالي فان حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد والمدعوم من طهران، مع حزب امل الشيعي خسر اغلبيته في البرلمان اللبناني، وفازت لوائح المعارضة المنبثقة عن تظاهرات تشرين الاحتجاجية بـ (13) مقعداً على الأقل في البرلمان الجديد، وفق ما أظهرته النتائج النهائية. و(12) من الفائزين هم من الوجوه الجديدة ولم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية.
ومن شأن هؤلاء أن يشكلوا مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية كتلة موحدة في البرلمان.
وتظهر نتائج الانتخابات أن البرلمان سيضمّ كتلاً متنافسة لا تحظى أيّ منها منفردة بأكثرية مطلقة، ما سيجعله عرضة أكثر للانقسامات وفق ما يقول محللون.
وسيكون المستقلون او (المجتمع المدني) هم بيضة القبان التي تسهم في تغليب كتلة على اخرى.
المهم ان الانتخابات كشفت عن تغير جوهري في المزاج الانتخابي اللبناني وغضب عارم ضد القوى التقليدية المتنفذة بقوة المال والسلاح، وخسارة لحزب الله وقـوى  8 آذار للاغلبية التي كانوا عليـــــــها. وخـــــسارة للــــــنفوذ الايراني والسوري في لبنان.
إن لبنان بات اليوم بعد هذا الاستحقاق الانتخابي إزاء مجلس نيابي مركب ومعقد يضم فسيفساء كبيرة، ولم يعد فيه لأي فريق نيابي الأكثرية، إذ باتت قوى 8 آذار عمليا بلا أغلبية كما كانت عليه الحال طيلة السنوات الماضية، وكذلك قوى 14 آذار. ل
كن المتغير الأساسي اليوم هو أنه باتت هناك قوة ثالثة (من المجتمع المدني) إن تمكنت من التوحد في كتلة واحدة دون أن تفرق بينها الاختلافات الأيديولوجية، أو في كيفية مقاربة الأمور، فستكون قادرة على مساءلة الحكومة بشكل مستمر، مما قد يربك عمل الأحزاب التقليدية التي تحكمت في المسار السياسي للبنان منذ الحرب الأهلية.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *