على غير العادة والمألوف في كل مرة، لاقى معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته الحالية مواقف جدل وخلاف بين الحضور والمقاطعة، بسبب الجهات الداعمة والمنظمة، وحضور بعض الشخصيات السياسية عند قص شريط الافتتاح.وكان وزير الثقافة العراقية حسن ناظم بصحبة رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي أحد أبرز اطراف الأزمة السياسية الدائرة بشأن تشكيل الحكومة، افتتحا الخميس الماضي، معرض بغداد الدولي للكتاب بدورته الـ23.وعادة ما تسمح إدارة معرض بغداد الدولي للكتاب بعرض إصداراتها ونتاجاتها الثقافية وبرامجها وخدماتها على أن تخضع لقوانين الرقابة النافذة في دولة العراق التي تمنع جلب وعرض أي مواد ثقافية ذات طابع سياسي أو طائفي أو اجتماعي تسيء إلى الآخر، أو أي مواد مزورة أو مقرصنة تتعارض ومبدأ حقوق الملكية الفكرية تحت طائلة المصادرة وحق التقاضي لدى الجهات القضائية المختصة.
وانطلقت فعاليات المعرض بمشاركة مئات دور النشر من مختلف الجنسيات، ويُنظم بالتعاون مع اتحاد الناشرين العراقيين، بمشاركة 355 دار نشر محلية وعربية وعالمية من مختلف الجنسيات، وفقاً لبيان رسمي من اتحاد الناشرين، ويستمر إلى 28 مايو الحالي.وعلى أثر ذلك، قررت جمعية “تراث الشهيد الصدر”، وهي جمعية ثقافية معنية بنشر الكتب، إغلاق جناحها والانسحاب من معرض بغداد الدولي للكتاب، مشيرةً، في بيان، إلى أنّ “ذلك جاء بسبب بعض إجراءات افتتاح المعرض”.
واستبق افتتاح المعرض إعلان انسحاب بعض دور النشر العربية والعراقية جاءت أسبابها على خلفية دخول أطراف سياسية داعمة وممولة للدورة الحالية.وتناولت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات جاءت بالغضب والاستياء لما شهده معرض بغداد الدولي من حضور سياسي خلال لحظات الافتتاح.وتصدر وسم #مقاطعة_معرض_بغداد_الدولي، منصات فيسبوك وتويتر، اعتراضاً على تجيير معرض الكتاب الدولي كواجهات دعائية لصالح جهات سياسية حكمت العراق، وشهدت فتراتها أزمات عديدة، ما زالت آثارها للآن على الأوضاع في البلاد.وأبدى نشطاء استغرابهم عن ماهية الصفة التي يحملها المالكي حتى يكون على رأس المفتتحين لمعرض بغداد الدولي للكتاب. وتساءل بعضهم “هل هو مؤلف أو قاص كبير؟”.من جهته، يقول علي طالب صاحب مكتبة “أوراق”، وأحد المشاركين في المعرض، إن “التواجد السياسي وتغليب صفة الحضور الحزبي على المعرض انعكس على مستوى التفاعل للمشاركين ومستويات التوافد من قبل الزائرين”.” أن “العديد من الأوساط العامة والمتخصصة رأت في ما جرى تلميعاً سياسياً لوجوه خلافية تثير الجدل في الشارع العراقي”.ويحتد الصراع السياسي بين طرفي النزاع الشيعي التيار الصدري وقوى الإطار التنسيقي الذي يشكل نوري المالكي أبرز وأهم قادته. لأديب عبد الأمير المجر، يطرح رأياً مخالفاً لفريق المقاطعين لحضور معرض بغداد الدولي للكتاب، بقوله إن “المجافاة لهكذا محفل هام يعنى بالقرطاس والتأليف يعطي دعاية داعمة بشكل غير مباشر للجهات السياسية التي تطرح نفسها كجهات ممولة”بغض النظر عن الجهات الداعمة لتلك المعارض، ما يعني الباحثين هو الكتاب ومضامين ما يحمله بين طياته، بالتالي فإن الحضور لمعرض الكتاب الدولي بدورته الحالية لا يعني تضامناً مع ذلك الحزب أو تلك الشخصية”.

في نفس الوقت يرى المجر “ضرورة إبعاد الاستثمار السياسي من محافل المثقفين ودور المعارض الكتبية حتى لا يكون ذريعة لهجرة القراءة والابتعاد عن مضامين الثقافة والعلم”.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *