وجود الانسان وسبب خلقه ليس عبثا وحاشا لله من ذلك، لإنه وضع ضمن ترتيب وسلسلة أرقام تكمل مسيرة المخطط والمشروع الإلهي، وهو خلافة الله تعالى في الارض وما يندرج تحت هذه الخلافة من إعمار الارض وإصلاحها ونشر مبادئ العدالة فيها، والخروج عن المخطط هو الخروج عن الفطرة السليمة، والذي يحتم بطبيعة الحال الخروج عن المسيرة التكاملية للأنسان، وضرب المصلحة الكبرى التي من اجلها خلق، وهو ما يتضح جليا على بنائه التكويني . اللحظة الاولى لولادة الانسان يولد حبه لإمتلاك أي شيء من حوله، وإن كان بسيطا ولكن مع مرور الوقت تجد حبه للأمتلاك وقد كبر مع عمره وتفكيره، لذلك يأبى علينا المنطق أن نتخيل دخولنا الى هذه الدنيا بدون هدف، أو سبب يدفعنا أو رؤيا واضحة لمستقبلنا في حياتنا وعملنا، فالهدف إذا يعرف بأنه شيء تريد تحقيقه بصورة شديدة، ومستعد لإن تدفع أي ثمن للحصول عليه، وهو يدور في ذهنك كل يوم بل في كل لحظة .
سؤالك أحدهم ممن يعملون بشكل يومي يذهب صباحا ويعود عند الانتهاء من عمله، ماهو هدفك؟ ستجده غير قادر على الاجابة أو تكون إجابته مشوشة وهي شراء سيارة ومنزل، لإنه وببساطة نسي مايريد الوصول اليه، وسقط في حيز الواقع مع أيمانه إنه يستطيع تحقيق الكثير في عمله، ولكن بدون تحديد ووضوح لما يريد الوصول اليه، سيدرج بخانة الفشل، فالهدف يجب أن يكون واضح كالزجاج .
نستطيع تقسيم الاهداف الى ثلاثة أقسام، القريبة، والمتوسطة، والبعيدة، أما القريبة فمن المؤكد هي إقتناء منزل وسيارة، ولكن هل سألت نفسك وأنت تسير بسيارتك الى أين تذهب؟ بدون خارطة مرسومة لوجهتك؟ حينها ستتوقف بمنتصف الطريق، أما اذا كان طريقك وقد وضع على الورق ومخطط له ستصل بسهولة ويسر .
الوصول الى المكان المرسوم لك، يعني إنك قد حققت الهدف القريب وبالتالي أصبحت قريبا من المتوسط التحقيق، أما الهدف البعيد فهو حصيلة ماتحقق بحياتك، لا تتحدث أبدا عن الاشياء أذا كنت لاتريد كتابتها، فالطبيعة البشرية الذي تتحدث عنه تنساه وماتكتبه بنسبة عالية لن تنساه، أكتب أهدافك وإجتهد لتحقيقها، وإلا ستتحول الى آلة مهمتها الدوران والعمل فقط، فسر نجاحك وضوح هدفك .