اولاً يتوجب القول كحقيقة سياسية انكم انسحبتم من البرلماان لكنكم الغائب الحاضر بقوة في العملية السياسية، فالاطار عين على تشكيل الحكومة وعين عليكم بما يمكن ان تفعلوه بتغريدة او ” كصكوصة ” كما تقول على مستوى ماهو متوقع من اشتغالكم السياسي ومايشكّل مفاجاة لنا جميعاً فقد عودتنا على مفاجآت من طراز خاص خارج تقليدية العمل السياسي وهو مايربك خصومك في الاطار وماقبل الاطار .
واود القول اني اختلف معك في متبنيات سياسية وفكرية كثيرة واتفق معك في توجهاتك الوطنية الخالصة البعيدة عن التبعية لاي جهة ،وانك بسبب مواقفك الوطنية محارب من قوى تستهويها أجندات الخارج وان كانت تتقاطع مع مصالح واجندات الداخل !.
واسمح لي كمواطن عراقي أن اطرح رأيي بعدة نقاط

اولاً : على السيد مقتدى الصدر أن لا يشخصن الثورة ، بأن أنتفاضته هذه وثورته الشعبية البيضاء هي تأتي من باب التحدي والصراع الشخصي المعروف مع  المالكي! ، حيث تشير الأخبار وكل وسائل الأعلام ومواقع التواصل الأجتماعي الى سعي قوى الأطار التنسيقي لعزل  المالكي وتجريده نهائيا من أية عمل بل تشير الأخبار الى أحتمال فرض الأقامة الجبرية عليه! ، بعد أن صار عبئا ثقيلا عليها ، وبنفس الوقت صار يشكل صداعا مزعجا لأيران التي أبدت موافقتها على عزله ، فأيران ممكن أن تخسر المالكي ولكنها لا تريد أن أن تخسر المكون كله ولا أن تخسر العراق! ، لذا فأن خرج المالكي من الأطار أو تم أبعاده أو عزله ، لا نريده أن يعني خفوت الثورة وألقها! ، فمباديء الثورة هي مباديء ومطالب كل العراقيين بلا أستثناء ، ولا بد من التثبيت عليها وعدم التراجع عنها قيد شعرة
هذا و ايضا لا ننسى موضوع الاكراد
منح إقليم كردستان الاستقلال لأنهم خنجر في خاصرة العراق والكل يعلم علاقتهم بأسرائيل ولا احد يستطيع أن يمنع تطبيعهم مع إسرائيل
و جنابكم ضد التطبيع

 

ثانياً: على السيد مقتدى الصدر أن يرفض وبشدة موضوع أعادة الأنتخابات ، التي يحاول قادة بعض الأحزاب السياسية طرحها وفرضها كأحد الحلول للأزمة الراهنة أن أعادة الأنتخابات ستكون بمثابة فترة جر النفس وأعادة تنظيم للفاسدين وبالتالي سيكون موضوع أجراء أنتخابات مبكرة بمثابة طوق نجاة للفاسدين ولكل أعداء العراق0لا يخفى على السيد الصدر أن أعادة الأنتخابات معناه أعادة نفس الأحزاب ونفس الوجوه ونفس النفوس المريضة التي دمرت العراق والتي لم تفكر ولا لحظة من أجله! ، هذا من جانب ومن جانب آخر، مهما تكن نتائج الأنتخابات فأيضا سيقال عنها مزورة وفيها تدخلات خارجية! ، كما حصل في كل أنتخابات سابقة ، حتى لو راقب الأنتخابات أنبياء وأئمة ومعهم لجان من الأمم المتحدة!  وبعيدا عن ننتائجها هذا أن تم أجرائها كما يطالبون ، فسيتم الطعن بها من قبل الخاسرين ونعود للدوران بنفس المشكلة والتشكيك والطعن بالمفوضية وتعالي الصراخ من هذا الخاسر وذاك ومن تلك الكتلة وذاك التيار والحزب ، فكل الأنتخابات التي جرت عندنا كانت تضع العراق بأزمة سياسية جديدة ، فالكل يتهم الكل والكل يطعن بالكل والكل يرى نفسه هو الفائز! فلا وألف لا لآجراء الأنتخابات

ثالثاً: أن حكومة الطواريء هي المنقذ الحقيقي للعراق للخلاص من هذا الوضع السياسي المأزوم منذ 20 عاما ، وليس موضوع أعادة الأنتخابات كما يريدها أصحاب المصالح والمنافع ، وعلى السيد مقتدى الصدر أن يعرف بأن نجاح أنتفاضته الثورية الشعبية العاشورائية لا يكتب لها النجاح ألا بأعلان حكومة طواريء تعيد ترتيب البيت العراقي وفق أسس صحيحة ، وعلى السيد مقتدى أن يعمل على ترتيب مستلزمات حكومة الطواريء مهما كلف الأمر! ، وبلا حكومة طواريء فلم ولن يكتب لأنتفاضتك النجاح المطلوب ، الذي يلبي طموح كل الجماهير العراقية التي خرجت لنصرتك
مازالت بيدكم ورقة الشارع لو اجدتم استخدامها بالتنسيق مع شارع الاغلبية التي رفضت هذا الوجود السياسي الفاسد المتحكم في البلاد والعباد ، فان اللوحة السياسية القادمة ستكون قراءتها مختلفة جوهريا ، الا اذا اتحفتنا بمفاجأة من عيار مختلف تجعلنا نقرأ المشهد بصورة مختلفة ..
مع محبتي وتقديري وامنياتي بان تكون قوى الخير قادرة على انتشال هذه البلاد من المستنقع الذي تخوض فيه ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *