الكل يدعي الاصلاح الذي ننتظره دون وجود نية حقيقة بالتنفيذ، الكل يتبارز اعلاميا من اجل الانصاف والواقع يعكس الحقيقة المؤلمة بان التضحية بالمواطن باتت من اسهل الطرق المتبعة من قبل الاحزاب جميعا دون استثناء، المشكلة ليست بالاحزاب بل من رفعهم فوق الرؤوس، وليس حتى بالاتباع مقابل المال فشراء الذمم لا يقف عند حد معين، انما المعظلة التي تجر العراق والعراقيين نحو البلاء هو الخضوع الاعمى لرجال الدين قبل حب الوطن، وكأن الهرم المعتدل هو الخطة فالاهم ثم المهم دائما ما يقف في القاع منتظرا بينما يتقاتل الجميع حول المثلث الصغير في اعلى الهرم الا وهو المال الذي سيصب في النهاية بصالح الاحزاب ومن يقودهم و من غادروا المنابر ليعتلوا السياسة في العراق.

هناك مقولة بان التاريخ يعيد نفسه وليس شرطا ان تعاد الاحداث في المكان نفسه فلو تتبعنا خارطة الماضي لوجدنا ان الاحداث التي يعيشها العراق اليوم ليست ببعيدة عن فترة العصور المظلمة في اوربا، قد يؤلمني العودة لهذا التاريخ بالذات من حيث سيطرة رجال الدين في ذلك العصر ، اذ الجميع يترقب خطبة او موقف رجل الدين من اجل تهدئة الاوضاع وربما يطيل الانتظار او يأتي بما قد يفتح المزيد من الابواب للفاسدين للسيطرة بمقدرات الدولة كما حدث فعليا عندما تأسس الحشد الشعبي بناءا على فتوة من المرجعية التي كان الهدف الاساسي منها توحيد روح المواطنة بين العراقيين كافة بدون انتظار المقابل لكن دائما ما يوجد المتربصين من قبل السياسيين المتنفذين في استغلال المزيد من القدرات للدولة من مال وسلاح ليكون متاحا وباطر قانونية بحيث يتم التعامل به وفقا للمصالح الشخصية والحزبية والولاء لجهة معينة والحجة المتوفرة عند محاججة اي جهة او مواطن على ذلك بوسائل عديدة والقتل ليس بصعب في العراق اطلاقا انما بات احيانا رسميا وقانونيا فلا يحق لاي فرد ان يعلوا صوته ليدافع عن حقه بالمطالبة مثلا بابتعاد رجال الدين عن السياسة، فهذا بحد ذاته من الممكن ان يجعلنا بمواجهة القانون والسبب التجاوز على المراجع المقدسة في العراق، والمطالبة بالسلام من اجل بناء العراق، يعني الدعوة الى التطبيع مع اسرائيل الذي تم تشريع اسرع قانون في العراق يجرم ايا من ينادي بالسلام او يتعامل مع اليهود العراقيين ليلقب عندها باوصاف مشينة (الجاسوس، العميل والخائن).

من الخائن اليوم من ينادي بالسلام مع الجميع،ام من يستخدم الدين للحصول على المزيد من المكاسب باقتناء السيارات المصفحة والقصور والاراضي والارصدة وربما الطائرات الشخصية داخل وخارج العراق.

وكل هذا يمكن ان يكون زائل لكن الخطر الحقيقة هو التحكم بالبشر والعقول وتسييير الجميع بكل سهولة تبعا لولاء هذا او ذاك حتى لو كان على حساب دماء الابرياء.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *