بعد الهزيمه النكراء في الخامس من حزيران عام 1967 وخروج مصر من الصراع العربي الاسرائيلي ،، فقد اصبح من الواضح ان البلد المؤهل لان يحتل مركز الثقل والصدارة في العالم العربي بتأريخه وحضارته وعلمائه ومفكريه ودولتة القوية والتي كانت تمتلك ارفع مؤسسة عسكرية في الشرق الاوسط هو العراق ،  ولذلك فقد قررت الصهيونية والماسونية العالميه تدمير هذا البلد وعلى ان لاتقوم له قائمة ، وقد جرى ذلك على النحو الاتي :- فمن المعروف ان هذه الدول الكبرى والعظمى والدول المتقدمة تضع وترسم وتخطط لسياساتها وعلى المستويات المختلفة وذلك من خلال اسس علميه واكاديمية ، اي من خلال البحث والاستقراء العلمي ، وهذا واضح من هذا الكم الكبير من المؤسسات البحثيه في العلوم والمعارف السياسيه والجوسياسية والاجتماعيه والمنتشره على وجه الخصوص في اوروبا وامريكا ، ويبدو انهم وجدوا افضل طريقه لتدمير هذا البلد هو العوده الى نظريات عالم الاجتماع العلامه ابن خلدون صاحب المقدمة الشهيرة والذي حظي باهتمام كبير واستثنائي من قبل علماء الغرب ، وذلك اعتمادا على احدى نظرياته التي يقول فيها (اذا سيطر الاعراب على اوطان اسرع اليها الخراب) ، وكذلك على تقريرات (المس بيل) التي رافقت الجنرال (ستانلي مود) القائد البريطاني الذي دخل بغداد في الحرب العالمية الاولى والتي كانت ترفد الحكومة البريطانية بمعلومات دقيقة عن العراق  حيث ورد في احدى توصياتها عندما اراد البريطانيون انهاء الانتداب وتشكيل حكومة عراقية ، حيث جاء في هذة التوصية بضرورة ابعاد مجتمعات القبائل والعشائر عن السلطة والدولة لان هذه المجتمعات في قيمها وثقافاتها واعرافها وتقاليدها وطبيعه شخوصها ونمط العلائق فيما بينها تتقاطع و تتعارض تماما مع الدوله العصريه الحديثه ،،  وعليه فقد قرروا استبدال حكام العراق من عوائل بغداديه مرموقة متحضرة ادارت الحكم والدولة العراقية من العشرينيات الى سبعينيات القرن الماضي ،، الى اشخاص وقوى تنتمي الى مجتمعات البداوة والتعرب ،، وهكذا فقد لعبت المخابرات البريطانية دورا رئيسيا لايصال الاعرابي صدام وجناح الاعراب في حزب البعث الى السلطة ، فكان ارهاب الدولة و حروب الداخل والخارج و مقابر جماعية ودكتاتورية غير مسبوقة ،،، اما اعراب ما بعد السقوط ، فقد اوصلتهم الى الحكم سلطات الاحتلال الامريكي بشكل علني ومكشوف ،، فكان النهب والسرقه والاختلاس والرشاوي وفرهود والفشل في كل الملفات وفي مقدمتها ادارة الدولة والعملية السياسية ، فلا قانون ولا نظام وانما شريعة غاب ومجاميع مسلحة من الاعراب تهدد سلطات الدولة واجهزتها والمجتمعات المتحضرة ،، الى حد ان جعلوا العاصمة بغداد مرتعا للنفايات والانقاض والازبال ،، وبالنتيجة اوصلوا البلاد الى هذا الانهيار وهذة المأساة ،،  وان الذي جرى ويجري امامنا لهو خير دليل وشاهد على ذلك ،، ولكن يبقى السبب المهم والرئيسي لنجاح هذة الخطط والسياسات المعادية ، هو هذا المجتمع المثقل بالامراض والعقد الاجتماعية بسبب جهله وتخلفه وبالاساس عصبياته الدينة والطائفية والقبلية وغير ذلك من الظواهر والسلوكيات القاتلة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *