مازالت ثورات الزنج في العراق مثارا لجدل عقيم وآراء غير موضوعية او ظالمة على الاغلب الاعم والسبب في ذلك هو ان اغلب المؤرخين الذين قصوا علينا قصص هذه الثورات كانوا من العرب الذين يدينون بالحقد العنصري ضد السود الذين جلبوهم من اوطانهم في شرق افريقيا ليستعبدوهم ويستخدموهم في كسح السباخ التي كانت تغطي المساحات الواسعة من الاراضي الزراعية وبسبب عنصرية هؤلاء المؤرخين واحتقارهم الشديد للون الاسود فقد اهملوا اسباب هذه الثورات وانشغلوا بما يثير الحقد على الثائرين السود

وكان من بين الامور اللتي انشغلوا بها هو نسب صاحب الزنج فقد شرقوا وغربوا في الطعن به وكأن هذا النسب هو الذي اشعل نار الثورة على الخلافة العباسية الي كانت غارقة في الفساد والظلم الذي طال جميع الاقوام التي وقعت تحت سيطرتهم وليس السود وحدهم وهي الاسباب التي اشعلت الثورات على العباسيين منذ سقوط الدولة الاموية وحتى سقوط الدولة العباسية على يد.هولاكو عام ٦٥٦هجرية

فطوال ٥٢٤ سنة كانت جميع ارجاء
الدولة العباسية تعج بالثورات الا انها
لم تواجه ثورة اشد خطرا عليها من ثورة الزنج التي دامت ١٥ عاما كان
الثوار السود قد اوشكوا ان يسقطوا الخلافة في بغداد فقد وصلت قواتهم
الى مقربة من مدينة العزيزية اي على مبعدة ٧٠ كم من بغداد

ومن اسباب ضراوة هذه الثورة وتمكنها من بلوغ الحدود التي بلغتها
هو الغضب التراكمي على ظلم بني العباس للسود وما كان السود يعانونه
من حياة لا تليق بالحيوانات

ومع ذلك كان المؤرخون قد اهملوا
هذه الاسباب وتجاهلوها

ولعل الدكتور فيصل السامر هو اول مؤرخ عربي انصف ثورة الزنج في البصرة وشذبها مما الصق بها او علق باسبابها من دعاوى زائفة

وفي كتابه ( ثورة الزنج ) كان الدكتور السامر قد درس في بدايته الأحوال الأجتماعية للرقيق وتعرض الى أصلهم أي موطنهم فيقول ’’ “أسس العرب المسلمون مستعمرات منذ 720م على الساحل الشرقي الإفريقي بين ليمو ونهر ريفو..وقد عرف العرب نتيجة ذلك زنوج البانتو وسموهم بالكفار..وقامت إثر ذلك تجارة الرقيق ..لخدمة القصور والأراضي المالحة ..’’

والكتاب هو تأريخ للثورة التي قادها الرقيق من الزنوج الذي كانوا تحت أيدي ملوك العباسيين والإقطاعيين ولكن جاء بقراءة معاكسة لقراءة المؤرخين القدامى
وفيه ويقول السامر لقد أخذت على عاتقي أن أقدم للقارئ هذا البحث عن ثورة الزنج لأقيم الدليل على أنه من الممكن أن نكتب التاريخ بإسلوب جديد يعير الحركات الإجتماعيةأهمية كبيرة بمنظار جديد,,يعني أن ننظر إلى الخطوات التي خطتها الشعوب الإسلامية لتغيير أوضاعها..إن الحقيقة التاريخية هي الهدف الأول للباحث ويجب أن يعلنها مهما كلفه الأمر’’

ويمضي السامر الى القول لقد
قاد تلك الثورة سنة 255 ه رجل يدعى علي بن محمد وقد بسط فيه المؤرخون ألسنتهم وطعنوا فيه أشد الطعن  فسمي بدعي آل البيت لأنه نسب نفسه لهم وهنا أقول لا يستحق البحث في نسب علي بن محمد كل تلك الأهمية أو الطعن الشديد فما هو إلا سبب ومهما كان من وراء قصده وثورته فإن هذا لا يُضعف حق أولئك الناس في ثورتهم ولا يشرع أن يستعبدهم العرب .

تابعونا

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *