إنَّ اللهَ تعالى يرعى اليتامى و أموالهم، و حكايةُ الرجلِ الصالحِ مع نبيِّ الله موسى (عليه السلام) في بناءِ جدارٍ آيلٍ للسقوط لعائلةٍ لم تُحسِن ضيافتَهم شاهدٌ قرآنيٌّ على ما نقول، لأنَّ تحتَ الجدارِ كنزٌ لأيتام، فأمرَ اللهُ تعالى الرجلَ الصالحَ و موسى (عليه السلام ) ليشيدوا الجدار، فيبقى الجدارُ و تحته الكنز حتى يكبر الأطفال اليتامى و يقتنوه…
هكذا بدأ الشيخُ حديثَهُ في مجلسٍ لرجالٍ متوسطي التعليم و الإطلاع..
و استطرد قائلًا: و هناك قصة مروية عن ثلاثة لصوص استولوا على مالِ أيتامٍ تركَهُ لهم أبوهم.
أخذَ اللصوصُ المالَ ليلًا، و هرعوا مع حمارِهم الذي يحمل سرقتَهم بعيدينَ عن المدينة..
قام اللصُّ الأولُ و هو أكبرهم و يلقَّب ب (قصَّاب) بقتلِ اللصِّ الثاني الملقَّب ب (سلَّاب)، فاعترضَ اللصُّ الثالثُ الملقَّبُ ب (نهَّاب) و قال ل اللصِّ القاتلِ: لماذا قتلتَ صاحبَنا؟!،
قال قصَّاب: لكي تكونَ الغنيمة بيني و بينك فقط..
أدرك نهَّاب أنَّ قصَّابًا سيقتله آجلًا أم عاجلًا، فقرَّر أن يدُسَّ السُّمَّ في الأكل، لأنه لا يقدِر على قتله بخنجر أو سيف لقوة قصَّاب البدنية.. لم يقتل قصاب زميله نهاب إلا بعد أن أكمل إعداد الطعام.. بقيَ قصاب وحده بعد ان تخلص من زميلَيه سلَّاب و نهَّاب، وجلس وحيدًا يأكلُ الطعامَ مستمتِعًا بنشوة تفرُّده بالغنيمة دون أن يدركَ أنها وجبة طعامه الأخيرة لأنَّ نهاب دسَّ السُّمَّ فيها قبل مقتله..
عاد الحمارُ بمالِ الأيتام، و أوصله إلى دارهم، ولسان حاله يقول: لن تَسرقوا أموالَ اليتامى…
سألتُ الشيخَ حينَها: اللصوص ماتوا، حيثُ قتَلَ أحدُهُم الآخَرَ، و الحمارُ لا يفقه الكلامَ، فمَن روى الروايةَ؟؟!!. إنزعجَ الشيخُ منِّي كثيرًا، وافترقنا و هو لا يرغب أن أكون من الحاضرين لمجلسه المحدود…
قبل أيام إلتقيتُ الشيخَ في أحد مجالسه و كان يتحدثُ عن نبيِّ اللهِ نوحٍ (عليه السلام) و قصة الطُّوفان…
سألتُ الشيخَ بعضَ الأسئلةِ التي كانت تبدو محرجَةً و لكنه أجابَ بطُرفة، قلتُ: تقولُ إنَّ عُمُرَ نبيِّ اللهِ نوحٍ يزيدُ عن ألفِ عامٍ و هذا حالُ أعمارِ البشرِ في زمنه، فلو أنَّ نوحًا (عليه السلام) و قومَهُ عاشوا في البصرة هل يُعَمِّرونَ ل ٦٠ سنة؟!، ثُمَّ قلتُ يا شيخ:
إنَّ اللهَ تعالى أمَرَهُ أن يَبنيَ سفينةً و تصفُ السفينةَ و كأنها (بلم) أو (مشحوف)، و هو يُمثِّلُ بدايةَ الخليقةِ الثاني، لأننا أحفاد نوحٍ، فكلُّ بشرٍ قبلَ نوٍح أمسوا أقوامًا بائِدَةً و الحضارات باتت حضارات مندثرة، فسفينته كانت ولادة الأصناف و الأجناس على الأرض، لأنَّ مع صعودِهم السفينةَ إنتهَت كُلَّ الأحياءِ على الأرضِ بفِعل الطُّوفان، و لم يبقَ إلَّا نبيَّ الله نوح و مَن على سفينته؟؟!!!،
إني أعتقدُ يا شيخ أنَّ سفينةَ نوحٍ (عليه السلام) أكبر من تايتنك و أكبر من حاملة الطائرات (إبراهام لنكولن) و أكبر من أيِّ سفينة بشرية على مدى التأريخ…
ثُمَ كيف كان نوح(عليه السلام) يُطعِمُ و يسقي عشرات الألوف من الأجناس الحية و من كلِّ جنسٍ زوجين إثنين؟؟!!!
هناك سؤالٌ مُحيِّرٌ هو كيف استطاعَ نبيُّ الله نوحٌ أن يُقنِعَ الحيوانات بكلِّ أنواعها و أصنافها من الصعود إلى السفينة، و هو لم يستطِع أن يُقنِعَ إبنَهُ و قومَهُ و جيرانَهُ و أقاربَهُ؟!!!،
و أخيرًا كيف استطاعَ أن يضبطَ غريزةَ الإفتراسِ و يُلغي شريعةَ الغابِ بينهم؟؟!!!!، فلم نسمَع أنَّ كلبًا قد افترسَ قطًّا، و لا ذئبًا قد افترسَ خروفًا و لا ضبعًا افترسَ مِعزةً و لا أسدًا افترسَ بقرةً و لا نمرًا افترسَ غزالًا ولا……ولا…..ولا….؟؟!!
ثُمَّ لماذا لم يطرح أحدهُم سؤالًا على نبيِّ الله نوحٍ(عليه السلام )، يا نوح …وين نروح ؟؟؟؟؟!!،
لأنَّ الطُّوفانَ يشملُ كلَّ الأرضِ و ليس هناك ملاذٌ آمِنٌ لأحدٍ، و لو كان هناك مكانٌ آمِنٌ لَلاذَ بهِ قومُهُ؟؟؟؟؟!!!
أتعلمُ يا شيخ لمَ لمْ يسألوه كلَّ هذه الأسئلة؟!
لأنَّ المؤمنين به من قومه يعلمونَ علمَ اليقين أنَّ هذا الذي طلبَهُ منهم هو أمرُ الله تعالى، و الله سبحانهُ لا يُضيِّعُ نبيَّه و الذين آمنوا معه!!!.

قاطعني الشيخُ و أنا كنتُ منغمِسًا باستطراد أسئلةٍ أخرى قائلًا: إتركُنا من نبيِّ الله نوحٍ (عليه السلام) قابِل آني كنتُ ويَّاه على السفينة؟!!!!، و تكلَّم عن حكومتِكَ وينَ رايحَة بينَهَ؟؟؟؟!!!!!
قلتُ: أدعُ
لنا و للعراق ربَّ الحقِّ و الإنصافِ أن يحفظنا من الظلم و الجفوة و القحط و الجفاف..

أ.د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *