بعد أعلان النصر وتحرير المناطق التي سيطر عليها الإرهابيون، ربما أعتقد الكثير بأنها نهاية الإرهاب في العراق والقضاء على بؤره، أذ لم يهتم القادة السياسيون والعسكريون الميدانيون بوضع ستراتيجية للأمن القومي، وهذا على أقل تقدير ما هو ظاهر للعيان ونحن قد نكون غير مطلعين على خفايا الأمور الأمنية وبذلك نظلمهم، ولكن الذي يدفعنا للتطرق لهذا الموضوع في الوقت الحاضر الأحداث الإرهابية التي تقع بين الحين والآخر في مناطق متفرقة من البلاد، ولأن أعلان النصر لا يعني شيئاً ضد شبكات غامضة ليس لها وطن محدد يستحيل معه احتواء هذه الجماعات ألا عن طريق الحرب الوقائية وبالذات في المناطق الرخوة التي تشكل تهديد مستمر ضد أمن المواطنين الأبرياء والقوات الأمنية، والعمل الوقائي هو من أجل إحباط الأعمال الإرهابية أو منعها على الأقل، وهو طريق وحيد لضمان استتباب الأمن في هذه المناطق والمناطق الأخرى، منطلقين من مبدأ خير وسيلة للدفاع الهجوم، أقول هذا ونحن مقبلين على زيارة أربعينية الأمام الحسين عليه السلام، وانطلاق الملايين باتجاه كربلاء المقدسة ولأننا تعودنا أن نسمع عن الخطط الأمنية لتأمين الزيارة فقط في مثل هذه الأوقات وهي خطط وقتية تنتهي مع انتهاء الحدث، لذا نحذر من الخلايا النائمة التي تعمل وتخطط لتنفيذ عمليتها في مثل هذه الأوقات لزعزعة أمن البلد والنيل من مواطنينا وهم يؤدون شعائرهم الدينية، أن وضع خطط ستراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد هي افضل الطرق لحفظ أمن البلد وأبنائه عن طريق شن حرب وقائية استباقية ضد كل من تسول له نفسه العبث بالأمن الوطني وأمن وراحة المواطن، ندعو من رب العالمين السلامة لأبناء شعبنا وقواتنا المسلحة، ولكن نذكر عسى أن تنفع الذكرى.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *