حفيد مهاتما غاندي لازال يردد مقولة جده : علمني الحسين كيف اكون مظلوما فانتصر .

التقيته في موكب نداء الاقصى القادم من الاراضي الفلسطينية المحتلة ليشارك جموع المسلمين الذين قدموا من كافة انحاء المعمورة في المسيرة الاربعينية الكبرى.

وللسنة الثانية يعلن الفلسطينيون ومن خلال موكب الاقصى، دعمهم و مساندتهم لمسيرة الاربعين التي تحولت الى ظاهرة عالمية تستحق التامل والدراسة والاسترشاد باثارها و نتائجها على الصعيد الاجتماعي و السياسي.

فهذه المسيرة و في كل عام تستلهم من الحسين معاني الصمود والصبر و المقاومة ضد الطغاة والجبابرة ، فكم من طاغية ومستبد قهرته مسيرة الحسين الخالدة منذ انطلاقتها الاولى وما تبعها من ثورة التوابين والى اخر انطلاقة حسينية في انتفاضة الشعب العراقي الباسل ضد الدواعش والتكفيريين.

فبعد ثورة التوابين انطلق المختار ليجهض على قتلة الحسين واحدا بعد اخر ، وبعده جاء حسين فخ معلنا ثورته على بني امية ، وبعده توالت الثورات ، ثورة بعد اخرى حتى استطاعت ان تدك دولة بني امية ومن بعدها دولة بني العباس حتى جاء دور ابناء المجالس والمواكب الحسينية الذين استنفروا يوم دخلت داعش العراق وحولوا ارض الموصل و صلاح الدين و الانبار الى طف اخرى مؤكدين للعالم وللعراقيين ان الحسين للجميع ، وان ثورته كانت لتحرير الانسان من قيد الطغاة ، واليوم جاء الدور للشعب الفلسطيني لكي يتعلم الدرس الذي اخذه غاندي ومن قبله عشرات القادة والمحريين الذين مضوا على طريق الحسين آخذين منه درس الفداء و الشجاعة والاصرار على المبدا.

لقد جرب الفلسطينيون كل الطرق والوسائل وهاهم اليوم يستمدوا من ابي الشهداء المضاء والعزيمة.

فهم اليوم ومن الارض التي قاتل فيها الحسين يقولون للعدو الصهيوني: لقد ركزتم بين اثنتين بين السلة والذلة فهيهات منا الذلة. ويقولون للدول المطبعة او التي تسارع للتطبيع : لا نعطيكم اعطاء الذليل ولا نقر لكم اقرار العبيد.

ويقولون للدول الكبرى التي تتبجح باسم السلام وحقوق الانسان والدفاع عن المظلومين : ويحكم أللصهاينة تعضدون ؟ وعنا تتخاذلون، اجل والله غدر فيكم قديم وشجت عليه اصولكم و تآزرت عليه فروعكم…

يردد الفلسطينيون اليوم: لا نؤثر طاعة اللئام على مصارع الكرام، فالشهادة هي طريق النصر عندما تتقطع السبل وتسد الطرق و تنعدم الحلول بسبب التعنت الاسرائيلي ، وليس امام الشعب الفلسطيني اليوم الا الزحف الحسيني الى الشهادة او النصر. والشهادة لون من الوان النصر في فلسفة الثورة الحسينية.

قالها الحسين يوم العاشر من محرم الحرام سنة 61 للهجرة: الا واني زاحف بهذه الاسرة على قلة العدد وكثرة العدو وخذلان الناصر…وهو ما يهتف به اليوم ابناء غزة والضفة الغربية من كربلاء الحسين الى مسرى جده رسول الله في القدس الشريف.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *