(الحلقة الاولى) ،،، ان ما يجري الان في الواقع العراقي من اعمال عنف وصراعات واعتداءات والتي تندرج فيما يعرف بالارهاب المجتمعي ، وصورة الجرائم المرتكبة والتي هي في تصاعد خطير ، فان معظمها يقع ضمن ما يعرف بالجريمة الجنائية ، وان النزاعات والخصومات الناشئة عنها فانه يبدو ان الاعراف والتقاليد العشائرية اصبحت الاساس في التعامل معها والفصل بينها وهكذا فقد اخذت جلسات الفصل العشائري وما يرتبط بها تشكل محورا رئيسيا لهذة المنظومة المجتمعية وتضرب رقما قياسيا غير مسبوق في معدلاتها الشهرية .  وفي الحقيقه فان هنالك ملاحظات وتساؤلات وجدنا من المهم الاشاره اليها حول هذه الظاهره التي لم تكن معروفه بهذا الحجم وهذا الزخم الحاصل الان في مجتمعات المدينة وعلى الاخص في العاصمة بغداد التي هي الساحة الابرز فيما يعرف بصراع (قيم البداوه و قيام الحضارة)   (1) ماهي المعايير والاسس التي تعتمد في معالجة القضايا المطروحة في تحديد المحقق من المبطل ، واذا كانت هنالك اسس موضوعية نابعة من المعايير الحق والعدل فلماذا هذه المطاطيه السائبه في تحديد شكل ومقدار الحكم الصادر ،  والذي قد يبدا بمئات الملايين وينتهي ببضع منها او يطفأ نهائيا ، في حين ان المحاكم الاسلامية الشرعية او المحاكم الجزائيه في القوانين الوضعيه لا يستطيع القاضي انتقاء الحكم الذي يرتئيه الا في حدود النصوص القانونيه التي حددت الحد الاعلى والحد الادنى من العقوبة ، كأن تكون ظروف مشدده او ظروف مخففة تبعا لشكل الجريمة وحيثياتها فهنالك الحق العام وهنالك الحق الشخصي . (2) ان دفع الديه في الاحكام الشرعيه الاسلامية والتي وردت تفاصيلها في الكتاب والسنه المطهرة وكذلك الغرامات المفروضة في الاحكام القضائية الصادرة من المحاكم الجزائية العاملة بالقوانين الوضعية النافذة ،،  فما هي الا احكام تكميلية كتعويض مادي او اعتباري بسبب الضرر الحاصل ، اما العقوبة الاصلية فهي على الاعم الاغلب هي العقوبات الجزائية كالحبس والسجن وغير ذلك من العقوبات . اما في التشريع الجزائي الاسلامي فالعقوبات تاتي تاسيسا الى قوله تعالى في الاية (179) من سورة البقرة (ولكم في القصاص حياة يااولي الالباب لعلكم تتقون)  كمبدأ اساسي  في التعامل مع الجرائم المرتكبة ، ولخطورة بعض الجرائم وتهديدها للمجتمع والسلم الاهلي والضرر البالغ الحاصل فيها ، فتكون الاحكام مشددة جدا  ، كجرائم القتل وباشكالها وصورها المتعددة والتي تعتبر من افضع الجرائم والتي وصفها الله سبحانه تعالى في الاية (32) من سوره المائده (ومن قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكانما قتل الناس جميعا) ، وجرائم السرقة في قوله تعالى كما ورد  في الاية (38) من سورة المائدة  (والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله) او جرائم الحرابة وهي الاختطاف والسطو والتسليب المسلح والتهديد والاغتصاب وغيرها فقد اشارت اليها الايه (33) من سوره المائدة (انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الاخره عذاب عظيم) .
(يتبع رجاء) .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *