ازدادت المجمعات السكنية ذات طابع البناء العمودي بشكل لافت في الآونة الأخيرة على الرغم من أن تجربة السكن العمودي في العراق ظهرت في ثمانينات القرن الماضي.ولاقت إقبال العراقيين لتوافر عدَّة عوامل جاذبة: باعتبارها نموذج للحياة العصرية للتقدم والتطور في البناء، فبعضها بطراز غربي، كذلك حداثة البنى التحتية وتوافر الكهرباء والخدمات الأخرى فضلاً عن تقسيط مبالغ الشراء، فعدّها الكثيرون الخيار الأمثل لامتلاك سكن بعد ان فقدوا الأمل في امتلاك (دار) في مناطق سكناهم لارتفاع أسعارها أو فقدان الخدمات.ولأن السكن العمودي تجربة مازالت فتية فينبغي التثقيف لها، فالسكن العمودي يختلف جذرياً عن السكن الأفقي (البيوت المستقلة) التي عادة تكون فيها خصوصية تامة وربما مساحة أكبر متمثلة بوجود سطح أو حديقة أو كراج فضلاً عن إمكانية الترميم أو التعديل على البناء؛ لذا يفترض وضع قواعد للسكن العمودي مع توعية الساكنين بهذه القواعد وحثهم على التزام بها ومحاسبة المخالفين.وفي كثير من البلدان التي حلت أزمة السكن فيها بنمط السكن العمودي أوجدت تعليمات مشددة للساكنين تجنبا ً لحدوث مشاكل في (العمارات) أو بين الشقق، على سبيل المثال فيما يتعلق بالحفاظ على الهدوء:يمنع استخدام (غسالة الملابس) في ساعات متأخرة من الليل؛ لأنها صوتها يؤذي الجيران، كما يمنع دق المسامير، أو استخدام المطرقة (الشاكوج) في الليل كذلك يمنع أحداث ضوضاء مهما كانت خفيفة مثلاً تلك الصادرة من حركة الكرسي أو المشي ليلاً بحذاء يصدر صوتاً؛ لذا أغلبهم يرتدون جوارباً فقط منعًا من شكوى الجيران وإحضار الشرطة فوراً.وعلى الرغم من أن بعض المجمعات السكنية ذات النمط العمودي في بغداد وضعت بالفعل تعليمات تؤكد احترام الخصوصية وطرق استخدام المصاعد وتوصي بالحفاظ على الهدوء إلا أن مخالفات بعض الساكنين واضحة للعيان بعدم المحافظة على النظافة ورمي النفايات كيفما شاءوا وترك أطفالهم يستمتعون باستعمال المصاعد مما يعرضها للعطل فضلاً عن الضوضاء التي يحدثها البعض بمناسبة وغير مناسبة مع صياح الأطفال ولعبهم في الممرات وبين الشقق وغيرها كثير؛ الأمر الذي يستدعي تثقيف مستمر ودورات بين فترة وأخرى مع توجيه انذار بالاخلاء وفرض غرامات للمخالفين.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *