قبل ان ( يُغلق ) باب التراخيص على الاندية المشاركة في بطولة دوري الدرجة الممتازة لكرة القدم منتصف ايلول ، تسابقت الادارات على تسوية ديونها مع المدربين واللاعبين لتضمن مشاركة فرقها في دوري موسم 2022-2023 المرشح للانطلاق بعد اقل من شهر .. مدربٌ سعيد بانه انتزع نصف المبلغ الذي بذمة النادي الذي حاول ان يسلب حقه ..لاعب يعلن عبر وسائل الاعلام انه تنازل عن الجزء الاكبر من دينه المترتب على النادي الذي مثل فريقه قبل عدة مواسم ، واقتنع مكرها بقبول ربع المبلغ ، ليكون تصريحه وثيقة رسمية ضد اللاعب في اي خلاف محتمل لاحق بين الطرفين .. وهكذا قصص غير سعيدة اخرى انتشرت في الرواق الرياضي ، تلخص الغدر الذي تعرض له عدد من اللاعبين والمدربين ، على يد ادارات بعض الاندية ، التي حاولت بشتى الطرق غير القانونية ان تسرق حقوق رياضيها المالية ، بعد ان استنزفت جهودهم لعدة مواسم .. ادارات جاءت عبر (الانتخابات )، ومارست بذريعتها ، كل انواع التجاوز المالي .

المضحك المبكي ان وزارة الشباب والرياضة واللجنة الاولمبية الوطنية العراقية ، وهما الحارسان الرسمييان على حقوق الرياضيين المعنوية والمالية ، رفضتا التدخل في ازمة تجاوز الاندية على حقوق اللاعبين والمدربين ، على مدى اكثر من عقد من الزمان ، رغم ان اندية العراق تعتمد كلياً على المال العام ، الذي تتصرف به ادارات الاندية بعيدا عن الرقابة الحكومية .. وبسبب الصمت الحكومي لجا المتضررون الى المحامي المصري الذي تمكن بذكائه وخبرته ان يحرر جزء غير قليل من المال المحجوز من قبل ادارات الاندية ، لصالح اللاعبين والمدربين .

وماهو مثير للتساؤل أن كل نقاش حول ظلم النادي لرياضييه من جهة (هضم) حقوقهم المالية ، ينتهي باعلان اعلى الجهات الحكومية بعدم قدرتها على معالجة تجاوزات ادارات الاندية ، وذريعتها في هذا الموقف العجيب ، هي ان النادي الرياضي مستقل .. وهذه حكاية غريبة اخرى لا يفك طلاسمها الا فقهاء القانون ، فكيف يكون النادي الرياضي مستقلا ويعتمد على المال العام كما اسلفت .. عدد من الاندية ، تريد ان يبقى الوضع الاداري على ماهو عليه ، ليسهل عليها التجاوز على حقوق اللاعبين والمدربين ، وعدم صدور قانون الاندية الجاهز للتشريع في مجلس النواب له علاقة وثيقة بهذا التجاوز الممنهج للاندية على حقوق رياضييها ، وهو قصة حزينة اخرى ، ابطالها مجموعة من النواب غير الحريصين على سريان مفعول القانون ، و عدد من رؤوساء الاندية الذين يتطلعون للبقاء في مناصبهم الى يوم الدين .

وهنا لا أخوض في الدور غير المحمود الذي تمارسه اندية رياضية عديدة في تراجع مستوى فرقها ورياضييها بسبب اعتمادها على اشباه مدربين وبرامج تدريبية منتهية الصلاحية في الادارة الفنية لفرقها .. وأؤكد على اهمية تنفيذ كل فقرات التراخيص الاسيوية على الاندية الرياضية ، واقصاء النادي المخالف من بطولة دوري الدرجة الممتازة ، مهما كان حجمه.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *