هل حقا ان الرياضة العراقيـة صارت بلا روح وان عشبة الحياة تحتم تسلق قمة جبل ايفرسـت وهي بارتفاع 8848 م, الزميل الرائـع حسين الذكر اختصر علينا المسـافة فدعا الخبير الرياضي الدكتور باسل عبد المهدي الى مركزه الاعلامي ، مرکز ايفرست في الوزيرية – بغداد, وما هي الا درجات سلم قصير نسبيا حتى ارتقينا الى ايفرست الذي كان في تلك الامسية الدكتور باسـل يمثل قمتـه وقد أحاط بها عدد طيب من النخبة الرياضية العاشقة اي غير المسؤولة تنفيذيا الا باستثناء بسيط.
فهل قدم الدكتور باسـل العشـبة التي تسلق الجميع بحثا عنها . طبعـا لا, لأنه منذ البداية اخبر الجميع بوضوح ان محاضرته هي افكار سبق له ان طرحها عبر شتى المنافذ وانه يعيد طرحها املا في ان تجد نخوة أذن صاغية ما زالت تطرب للفظ ” العراق ” وتتألم لأوجاعـه فتهب لأخذ التوصيات القديمـة الجديدة على محمل الجد فتناقشها املا في تنفيذها سريعا فقد طال عليها العمر وهي تتردد في الانحاء … وكانت المحاضرة خفيفة الظل غزيرة المعنى شديدة اللوعـة, وكان حال المداخلات مثل حـال المحاضرة ..وهبط الجميع من القمة والسؤال الذي صعدوا فيه نزلوا فيه ..كيف سيصل الصوت ومن سيسمعه ومن سيناقشه ومتى سينفذ ما قد يقتنع به ؟ اما انا فقد هبطت من ايفرست الذي كنت اتمنى ان تتكافأ في لوحته صـورة الفيلسوف ارسطو وهي على اليمين بصورة رائـد الفكر الرياضي في العراق الراحل الدكتور نجم الدين السهر وردي وليس بصـورة النجم الكبير الراحل عمو بابـا لان الاخير لـم يكن ميدان نجوميته الفكر وانما اللعب وشتان بين اللعب والفكر .. ذلـك استطراد فيه أمنية, امـا الذي توارد على خاطـري وانا اهبط سلم ايفرست الذي نتمنى للقائمين عليه التوفيق ونتمنى دعمه من المؤسسات المعنية بالرياضة والاعلام الرياضي لأنـه يطرح قضايا مهمة لابد ان تقود مستقبلا الى بيئة رياضية اعلامية اكثر نظافة شوارد التاريخ الرياضي العراقي بمحطاته البعيدة والقريبة على شكل ومضـات فوجدتها لا تنبئ ابـدا عن اي ملامح لتخطيط او ترتيب وانما هي محطات انتصارات وانكسارات يحكمها عامل اللحظة الآنية والشخصية المسؤولة في تلك اللحظة لذا لم يترك احد من بعده لغيره اساسا قويا يكمله وهكذا صعودا الى لحظتنا هذه. وخطر في ايضا ان رياضتنا اليوم ليست في حالة ميؤوس من تعافيها بل هي ليست مريضة في ذاتها وانما هي مريضة بسبب البيئة الملوثة التـي تحيط بها وحـين تنظف هذه البيئة ستعود رياضتنا معافاة كما كانت و عشوائية – أيضا – كما كانت, ولكن حين تنظف البيئة ونعنـي بـهـا كل التفاصيل التي يصحو وينام عـلى قرعها المواطن العراقي, حينها يسهل التعامل مع العشوائية ويمكن وضع اسس حقيقية للتخطيط على مدى عشرين عاما للأمام لتكتمل ولادة جيـل ..واذكركم ..حين تنظف البيئة وهو الشرط الوحيد, البيئة الاجتماعية التي منها البيئـة الرياضية .. وفي ذلـك تفاصيل كثيره ذكرناها في كتابنا الصادر عن الاكاديمية الاولمبية العراقية الاسبوع الماضي بعنوان ” الرياضة والبيئة “.
شكرا افرست على متعة الارتقاء) شكرا دكتور باسل عبد المهدي
على شحذ الهمم وابقاء جذوة الأمل .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *