قف الآن بقامتك المديدة أيها الصقر الجريح ، فما من قوة غاشمة تستطيع النيل من هيبتك الشامخة ، وأنت الذي ما ارتجفت شعرة من رأسك ولا أنحيت حين هبّت العاصفة واجتاحت جمال موطنك وطلعت عليك من جحورها النتنة قطعان الهاربين الذين أطلقوا بذاءاتهم الكريهة ، وصاروا أكثر حرباوية ، فتطالوا وفبركوا ونسجوا ((بطولاتهم )) الورقية بمداد الكراهية مختلطاً بدماء زكية ، ولم يدخروا قباحة قواميسهم إلا وألصقوها بجدارك الصلب وتأريخك المديد ، فلا تقلق يا من قبضت على الجمر وما زلت تنتفس ما تهافت من هواء مسموم ، ياهٍ .. كم أنت راسخ واصيل ، ما هنت ولا لنت ولا خارت قواك في مقارعة سيل الكذابين وادعياء السوء ، وكنت وما زلت ذلك الفتى الصابر رغم هزال جسدك المثخن بالطعنات ، تناهض المضللين الذين أسرفوا في الضغائن ولاحقوا الفراشات والعصافير في صباحات الوطن المستباح ، ولكن (( هيهات منا الذلّة )) كما أطلقها سيد الباذلين والشهداء جدك الحسين بن علي (( ع )) في منازلة الطغاة على ارض كربلاء ، نعم … لا تقلق فالغد لك ولمن يرى بعين بصيرة ورؤية ثاقبة أن الحياة لا تستقيم إلا بالإصرار على صنع الغد البهي والمأمول بصياغات الأمل المرتجى ، فلا تكن إلا كما عهدتك عراقياُ صميمياً تستحضر بطولات أسلافك وإرثهم المجيد ، وكم من مرة جابهت المرجفين الوالغين بدماء أهلك وخرجت منتصراً متوجاً بالمجد في مقارعتك لكل ظلامات الازمنة الرديئة فلا تقلق أيها الفتى الذي شارفت شمس أيامك على الغروب بعد أن بلغت الثمانين ، بانكساراتها وانتصاراتها ، بخيرها وشرها وما زلت تستلهم ما يعينيك على استكمال ملحمة صبرك وتحديك من اولئك الافذاذ السابقين الذين أشادوا لك كل هذا البهاء وجعلوك كما أنت ترفل بعزة النفس وصلابة الرأي السديد ووضوح الرؤية ، فلا يضيرك أيها الفتى ، ما يفعله المهزومون في ذواتهم المريضة ، المنطلقين في أوهامهم وضغائنهم الذين رضعوا من أثداء البغاة الناقمين على كل ما هو جميل وأصيل ، وما عليك وأنت في هذا الزمن الردئ والعمر الآفل إلا أن تظل كما انت أبن امك وابيك ، وعند ذلك لن يستطيع منك كل الطامعين ولن ينال من صبرك جيش الجاحدين وفلول المرجفين ، وليكن ثباتك الأسطوري ميزتك وعنوان تألقك وصمودك بوجه رياح الغدر والخديعة والقادمين من هناك ممن لا أصل لهم ولا منبت كريم ، أرجوك و أرجوك ان لا تقلق فأنت المنتصر في ختام هذه المواجهة مع كل هذه الأشنات الضارة التي ظهرت على السطح وحولت الحياة الى كابوس دائم ببث الاكاذيب المفضوحة وانشاء القصص الوهمية لا لشئ إلا لكي يشوهوا ما أنجزته خلال هذا العمر وفي قلب المواجهات وان كانت غير متكافئة ولكنك انتصرت بتعريتهم وفضحت نواياهم الشريرة ، وثاب من ثاب من الذين ضللوا وأتهموك في فورة عرسهم الدموي وعاد الوعي الى رؤوسهم التي أثخنتها الأراجيف وعرفوا الحقيقة ولو بعد حين أرجوك برغبة صادقة أن تظل ذلك الفتى العراقي الذي عرفته ، ولا تقلق … لا تقلق فلك الغد الآتي ولهم مستنقعات الذل والخنوع والايادي الملطخة بالعار … لا تقلق أيها الفتى فما زال في العمر بقية وسترى نهايتهم آتية … فلا تقلق … لا تقلق يا أبن العلوية يا أحول.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *