الفكرة العامة المأخوذة عن ( الصعلوك) اقرب الى التافهة،فحين نريد ان نذم شخصا نقول عنه(صعلوك) وهي فكرة خاطئة.

ومصطلح (صعلوك) ليس حديثا بل تعود الى ما يقرب من ألف سنة..وتحديدا الى عروة بن الورد الملقب بشاعر الصعاليك الذي امتاز بأنه كان يجمع الفقراء ويغزو بهم ، لا على الأسلوب الشائع حينذاك حيث قبيلة تغزو قبيلة بل كان يستهدف الاغنياء فقط ،يأخذ منهم بعض ما اكتنزوه ويوزعه على الفقراء. ما يعني ان الصعلوك في زمن البداوة يعني ثورة او احتجاج ضد الفقر وانتصارا لكرامة الانسان،فيما يمتاز “صعاليك الحضارة” بالشعور بحيف الاستحقاق ،وهم يختلفون عن صعاليك البداوة في وسيلة التعبير .فصعلوك البداوة كان يغزو ويحتمي بالصحراء فيما صعلوك الحضارة لا يمتلك فرصة الافلات من السلطة ،فكان يسّرب او ينفّس عن تمرده او احتجاجه بالسخرية من الواقع في شعر يصاغ بمفارقات نقدية “كريكتورية”جميلة يمتلك شرعية اجتماعية وذائقة ادبية كالتي تمتع بها الشاعر حسين مردان،او الهروب من الواقع والارتداد الى الذات والانتحار التدريجي بالادمان على الكحول كما حصل للشاعر عبد الامير الحصيري. وكذا فعل جان دمو فانتحر ايضا بالادمان على الكحول،ليموت منفيا في استراليا.

ومن طريف ما يذكر عنه ، انه ارغم على الألتحاق بالجيش الشعبي وسلموه قاذفة لا يعرف كيف يستخدمها..فبطحها ذات ليلة وتبول عليها!.

كم اننا بحاجة الآن الى شاعر صعلوك كعروة بن الورد؟

{ مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *