انعقدت جلسة البرلمان العراقي او لم تنعقد، حلّ فلان في عضوية علان أو لم يحل، كلها عمليات مجوفة لن يكون لها الثبات والتأثير إذا لم تنل موافقة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، هذا هو التوصيف المشتق من الواقع العراقي في هذه اللحظة. هناك أرانب وقنافذ وقطط ودواب داجنة تتقافز هنا وهناك، وتتنقل من موضع الى آخر في محاولة لتحريك الجو السياسي لصالحها، وذلك في حصيلته لا يعني شيئاً عملياً ناجزاً من دون ان تجري تسوية سياسية حقيقية مع التيار الصدري، بل ازيدكم من الشعر بيتاً، في انّ لا إمكانية مطلقاً لإقامة اية انتخابات في العراق مبكرة او عادية في حال كانت فاعلية التيار الصدري مستبعدة او معطلة.
تأسيساً على هذه الحقيقة التي أنبتها الوضع الداخلي على سطح الكوكب السياسي الغريب والهجين المسمى العراق، يكون ترتيب أوراق حل الازمة، التي ليس لها حل نهائي اصلاً، من خلال بوابة واحدة هي الاجتماع المرتقب في الحنانة بالنجف، وهو اجتماع سيترتب عليه تحريك الموقف السياسي باتجاه التعاطي الإيجابي مع طرف منتقى من الإطار التنسيقي، وليس كل الإطار، وهي مرحلة لاحقة ولن تكون فاتحة المراحل والخطوات في اعقاب الازمة العاصفة الكبيرة المستمرة.
حلفاء الصدر من الكرد والسُنة في موقف لا يُحسدون عليه، وهم الذين لديهم اكثر من قناة للتعاطي مع قوى الاطار، لكنهم في المنظور الاستراتيجي لا يمكنهم التخلي عن التحالف مع الصدر وهم على يقين انّ ثمن هذا التخلي والانخراط مع المجموعة السياسية المناوئة للصدر غير مضمون وقد لا يكون مقبوضاً، ولن يكون بالضرورة أكبر من وضعهم الحالي في هذا التحالف المعطل مع الصدر او حتى لن يكون اكبر من حالة البقاء على الحياد.
إذا كانت إيران، كما يوحي أعضاء في الإطار التنسيقي، غير
راضية عن قيام حكومة اغلبية في العراق بدل التوافقات الهزيلة والفاسدة طول عقدين من الزمان فإنَّ هذا يعني انّ هناك قراءة أحادية الجانب ومنحازة وفوقية تمارسها إيران على الوضع السياسي العراقي الشيعي، وقد تتسبب مستقبلا في تصدعات أكبر من الصدع الذي احدثه التيار الصدري بعد فوزه بالانتخابات العراقية وتعطيل مشروعه. وهي قراءة لو صحّت نسبتها الى ايران سوف تعود بالضرر المباشر على المصالح الإيرانية قبل سواها.
إنّ موعدهم في الحنانة ، أليس الموعد بقريب؟