مدد يا سيدي العِريان مدد

لقد ولدنا عرايا ولن نلبس بعد اليوم

عبارات لـ عادل امام في فيلم امير الظلام .. بعد ان سُرقت ملابسه ونقوده هو واصدقائه اضطروا للمشي عرايا في الشارع فاعترض طريقهم شخص ملتزم ووبخهم على ذلك فقال له عادل

دا مولد سيدي العريان

فأسرع الرجل بدون نقاش وخلع ملابسه وهرع للالتحاق بالموكب المبروك الذاهب لمولد سيدهم العريان لنيل البركة !!!

لينتهي الموقف بموكب مهيب للانصار والاحباب عند دار المكفوفين الذين تصوروه المزار المبروك للسيد العريان ، ولما نهرهم الضابط اعتراضاً على المهزلة نعتوا البوليس بالكفره وكاد هذا ان يتسبب في صدام بينهم وبين انصار العريان لولا أن تدخل عادل امام !!!

مشهد كوميدي صغير يلخص واقع مأساوي مؤلم .

وليس ببعيد عن ذلك في العراق ينقل لنا الدكتور علي الوردي عن الشيخ يوسف كركوش في كتابه (تاريخ الحلة) عن رجل عاصر واقعة الدغارة عام 1869 قال :

سبب تلك الواقعة هي إن مدحت باشا زار الديوانية وتجول في عشائرها وجلس معهم ، فشاهد أهل الأرياف لا يعرفون لبس السراويل “ملابس داخلية” وحين يجلسون تبدو عوراتهم، فأمر المتصرف توفيق بك أن يلزمهم بلبس السراويل، فامتنعوا عن لبسها وقاموا ببعض الأعمال التي تمس بالحكومة، فقام المتصرف بتأديب الفاعلين ، واندلعت نيران الفتنة ثم تحولت الى ثورة جامحة ذهب ضحيتها الكثير من الطرفين ومنهم المتصرف توفيق بك .

نعود لـعادل امام في فيلم الاڤوكاتو حيث يقول :

المجتمعات المتخلفة متعرفش حاجة اسمها العلم ..

واي محاولة لتغيير حركتها بقوانين علمية تعتبر غير علمية ..

في النهاية اقول

صحيح ان اي محاولة لـتغيير المفاهيم التي تربى وعاش عليها الجهلاء محاولة لاعلمية ولاعملية وقد تلقي بصاحبها في تابوت خشبي .. ولكن ليس من المسؤولية مهرب .