أَبـصَّـرتُ دَّربِـي إذ هَّـبـتْ
ريَــحُ سُـلَـيمَان
تَََّـلـوحُ مِـنْ أَقْٓـطارِ المَـشْرقِ
إلى المَـغربِ
تَّجْريَ بأَمـرهِ رُخَـاء حَـيثُ
أَصابَ الموالاَة
تَأَخْذُنِي تُسَّـلمُني لـعَهدِ جَّدي
دَلَـيلَ الدِّين
بَايَعتُ … سَّبـَحتُ … شَهِّدتُ
مَقاليدُ الحُكم
أَطلقْـتُ صَيحَتي الغَّراءُ بِعُهـدَةِ
أُمَـمِ الأَرضِ
والآنْ يَتَكاثُر الكَثيرُ مِنْها
عَلى رُكَامِ سْفُوحِ الذُلِّ
تُّرفْرفُ أَسْرابٌ مِنْ غُرَباءِ الدُنْيا
حَّولَ هَذا الأَمْر
أَينَ الملوكِ ذَوي التِّيجان وأَينَ مِنْهمُ
أَكاليلُ الزَّمانْ
أَتَى عَلى أَمْرٍ لا مَـرَدْ لَهُ ولا تَـبـِديـلْ
لـكَـلمَاتِ الله
حَتَى قُضِيَ الأَمْرُ الذي فِيه خَّتمُ
وَلايةَ آخَرُ الزَّمان
فأَستَوى عَلى الجُودي رَّكبُ
فُرسـٓـان الهـَّيـجَاء
وأَلتَّقْى الجَمْعَان بِأَمرٍ قَّدْ قُدِر عَلى
أَرضِ السُوَيداء
فَكانَ القَّومُ مَا كَانْ وَصَارَ ماكَانْ
مِنْ مُلكهِ القَائْم أَفنان
بِأَصُولِ أَحْكام الله تُشَّرَعُ بَينْ يَديهِ
تَّمليكٌ بِـكنُ فَيكُون
وَمنْها مَلكَتْ دَارَ الزِمَام بِلقَيس
بلمَحةِ عَينِ قَلبِها
ذَابَتْ حَدودُ اللحَّظةَ وَتَلاشَى الوجْودُ
تَاهَ المَـكانْ
مَفاتِيحهُ لَها مِنْ أَبوابِ السَّماءِ
تَجَلياتٌ قَلبُّ الأَعيَان
أَحتَارَ مَعَها سِّيدَ الكَلام مَقالاتٌ
مٌشابِهةٌ لتلكَ الأَيام
يَداولُها الرَّحمنْ بَينَ هِبةُ الحَكْمةِ
والعَلمِ والجَمال
نَاداها لا تَّحْسَبينْ الأَرضَ عَنْ
إنْجابِها عَقُرتْ
مِنْ كُلِ صَخرٍ سَيأَتي يَومٌ طينًا
وعَطرهُ رَّيحَان
أَريجٌ تفَودَ الوَغلُ فَوقَ جَبلٍ
مِنْ صَوامعِ الغِلاَل
تَّنَسَمتْ الرِّيحُ عـنْدَ الأَصيلِ
أَرجاءَ الأَرضِ والسَّماء
تَّدورُ دَوائرُ الزَّمانَ وَمَملكَةُ جَّدي
عَهدًا كَونْي التَّوحِيد
وأَنهُ لقولُ رَسُولٍ كٓريمٍ ذي قُوةٍ عِنَد
ذي العَرشِ مٓكينٍ
مُطاعٍ ثَٓم آمين مَلكُ الكـٓونِ ونَبيٌ
مقسطاً فْي كَفةِ المـيٓـزان
مَملَكتَهُ تَنوءُ قِلاعُها الشٓامِخةً
إلى أَعالي دَار السَّلام
يَّعتَلي قبةُ السَّماءَ صَرحُها العَظيِم
مُمرَدٌ مِنْ قَوارير
مُرَصعٌ بالأَسماءِ الحُسْنَى يَدورُ
بِفَلكَها شُعَاعُ النُور
أَمرٌ جَّلَ جَلالهُ بالعَدل الإلهي
صَانَ عَهد يُوسُفَ الصِّدِيق
عَلى خـَزائنِ الأَرضِ حَفيظٌ عَليمْ
فْي دَولةِ التَمْكِين
صَواعُ مُلكَ الله حَباهُ للطَارقِ
وما أَدراكَ ما الطَارق
النَجمُ الثَاقب وَحـَياهُ عَنْا فْي
كُلِ نَجمٍ وشَارِق
إذا جَّنَ الليَّلُ وأَضاءَ جَمالهُ بدراً
منيرًا صُمَيـدعِ الحَّق
بِروحهِ منْسَأةِ سُليمان آسرى بِصُحْبةِ
جِبْرِيل عَلى البُراق
يَلوحُ جَمالُ السَمَاوَاتِ بِطَرائقُها
السَّبعِ الطِّبَاقُ
تَلكَ مَمْلكتهُ يَستَعْصِي نَجْمُها
الأَشْهبُ عَلى الأَنسِ والجِّان
كأَنَما الصَّعبُ سَهلًا ذُلِلـتْ فْـيها
سَـوابغُ نَعُمَ البَاريء أَذوَاق
ذِي القرنَينْ مَعهُ حْجَةُ يَسوعً مَكنَ
لَهُ فْي الأَرضِ سُبلَ الخَوارق
وأَتاهُ مِنْ كلِ شَيءٍ سبباً فأَتبعَ سبباً
أَعمالُ مَنطقِ الفَوارِق
حَتى بَلغَ مَغربُ الشـَمسَ وَجـَد مُلـكَـهُ
مِنْ جُـندِ الله مَلائِكةَ مُسَومِين
كَريمُ الصَّفْح فْي يَوماً مَلكَ الدُنيا
سُليمَانْيُ أَقطابُ التَكوين
إذا إنقَطَعَ الفَرعُ مِنْ شَجَرةِ الأَصِيلِ
الغَّصنُ يَنْبتُ غُصناً بَعْد حِينْ
والليلُ يُنجْبُ صُبحًا حِينمَا تكتَملُ
آيةُ نَهاره يومًا كاملًا بالمَشْرقَين
أَشْرقَتْ فْيه شَمسُ العَارِفينْ
بِنُور طَلعة إمامُ المتَقْين.