حينما يطالع المرء حكايات قصيرة او طويلة في مجالات مختلفة يجد ان هناك رموز معينة تكمن في تلك الحكايات ربما تكاد تنطبق في مكانٍ ما على مقومات او حيثيات الحياة التي يعيشها الفرد او الجماعات العامة او الخاصة . وانا اطالع اليوم حكاية الرجل الضرير والصحفي الشاب وجدتُ ان هناك تشابه معين بين حالة حكومتنا وذلك الرجل الضرير بطريقة ما جعلتني أتامل ذلك التشابه الى حدٍ ما. ملخص حكاية الضرير انه جلس في مكان معين يستجدي وقد كتب على قطعة مقواة قرب قدميه عبارة – انا ضرير ساعدوني لطفا – وظلت تلك العبارة ترافقه طيلة خروجه من بيته والجلوس في المكان الذي اعتاد على الجلوس فيه. كان الناس يطالعون تلك العبارة وبعضهم يضع قربه قطعة نقود صغيرة والبعض الاخر يواصل سيره دون الاهتمام لحالته . يوما ما صادف ان مر من امامه صحفي شاب وجلس قربه وتبادل معه اطراف حديث ودي عن الحياة وكيفية ظروف المعيشه في هذا العالم الكبير. في اللحظة التي نهض فيها الصحفي اخذ ورقة المقوى وكتب على ظهرها ( اليوم ربيع لكنني مع الاسف لا استطيع رؤيته ..هنيئا لكل من يسير في هذا الربيع الجميل مع اطفاله عند الاشجار الباسقة ويستنشق عطر الازهار في كل مكان ..انا محروم من هذه السعادة لانني اعيش في ظلام طويل لاينتهي ) . بعد زمن قصير من ذهاب الشاب شعر الضرير ان الوضع شرع يتغير بعض الشيء وراح يسمع صوت النقود وهي تتساقط قربه بشكل غير مالوف . عند المساء عاد الصحفي الشاب ليجلس قرب الضرير بعض الوقت وبعد السلام والكلام ساله الضرير عن الشيء الذي دونه على قطعة المقوى واخبره بان الناس راحوا يقدمون له قطع نقود بشكل يختلف عن الايام السابقة . ابتسم الشاب وقال له بانه غير استراتيجية الاعلان المكتوب على الورقة . كان الشاب محقا في تفسيره لتلك الحالة . حينما نجد اننا لانجني من اعمالنا ثمره ملحوظة ينبغي علينا تغيير الاستراتيجية وعندها سنجد ان المستحيل يتحول الى شيء ممكن . كل تغيير مدروس يؤدي الى حياة افضل . في حال حكومتنا نجد انها لاتستطيع او لاتريد ان تغير من سياستها وهذا يجعلها منبوذة من قبل الشعب ويجعلها ايضا غير قادرة على تقديم حياة افضل لملايين البشر الذين يعيشون على هذه الارض الطيبة. من هنا نرى ان كل شيء متوقف في العراق وبالنتيجة الجميع خاسر . الخوض في هذا المجال طويل وعقيم لان سياستنا اقصد الحكومة – ضريرة – ولايوجد هناك من يحاول ان يعيد لها كتابة – الورقة – التي من خلالها تستجدي الامول كما يفعل ذلك الضرير . الفكرة مفهومة للجميع ولا داعي لوضع تفاصيل دقيقة لكل شيء هنا .