-1-
أطنب الكثيرون في رجال يحبونهم ويدينون لهم بالولاء ، وذكروا لهم مِنَ السمات والصفات مالا يصح قبوله طبقا للمعايير والموضوعية والحسابات الدقيقة .
وهذه الطبقة من المَدّاحين والمتملقين تراهم موجودين في كل عصر ومصر
-2-
قالوا في ترجمة ( عبد الله بن الزبير )
” كان لابن الزبير مائة غلام يتكلم كلٌ منهم بلغةٍ وكان ابن الزبير يُكلّمُ كُلَّ احد منهم بِلُغُتِهِ “
والسؤال الأن :
هل كانت الجزيرة العربية كلها لا الحجاز وحده تعرف هذا الرقم الضخم من اللغات ؟
انّا اذا أردنا أنْ نبالغ أمكننا القول بان هناك بضع لغات كانت معروفة في الحجاز فكيف صارت مائة ؟
وفي أيِّ معهد تعلّم ابن الزبير هذه اللغات المائة المزعومة ؟
-3-
ربما كان لابن الزبير مع خُدّامه توافقات مُعَيّنة على كلمات واصطلاحات تدور بينه وبينهم لا يعرفها الآخرون
ولكن ذلك لا يسمى ( لُغةً ) على الاطلاق
وانما هي مصطلحات خاصة توافق عليها الطرفان .
-4-
والبخل الشديد الذي كان يتسم به (ابن الزبير) يقطع الطريق على كل اولئك الذين أرادوا ( نَفْخَ ) شخصيته والمبالغة في ما كان ينطوي عليه من ملكات أو صفات وهنا :
نكتفي بذكر مثال واحد مع الاختصار الشديد جاءه سَمِّيٌ له (اسم عبد الله بن الزبير الاسدي ) وقال له في جملة ما قال :
” انّ بيني وبينك رحماً من قِبَلَ (فلانة)
فقال نعم ، هذا كما ذكرت وأنْ فكرت في هذا أصبت الناس بأسرهم يرجعون الى أبٍ واحد والى أمّ واحدةٍ
قال هذا للتهرب من إسعاف طلبِ سَمِيّه ..!!
فقال الاسدي :
” انّ نفقتي نفذت
فأجابه ابن الزبير قائلاً :
( ما كنتُ ضمنتُ لأهلك أنها تكفيك الى ان ترجع اليهم )
وهذا جواب قبيح للغاية فانصرف الأسديّ عنه وهو يقول :
( لعن الله ناقةً حَمَلْتِنْي اليك )
تاريخ السيوطي / 199
وعلى غرار المبالغات المذكورة بحق ( ابن الزبير ) تستمر جوقه المبالغين في تلميع صور من يملأ جيوبهم بالأموال ويسرق منهم الصدق والضمير .